هل يجوز الاعتكاف في البيت

هل يجوز الاعتكاف في البيت
هل يجوز الاعتكاف في البيت

هل يجوز الاعتكاف في البيت من الأسئلة الفقهيّة يبحث عنها الكثير من المسلمين، حيث أنّ الاعتكاف من الأعمال الصّالحة الّتي تورث المسلم الأجر العظيم من الله تعالى، وهو من العبادات الّتي وُجدت في الأديان السّماويّة الأخرى، ودلّت على ذلك العديد من الآيات القرآنيّة الكريمة، لذا فإنّ المسلمين أولى بهذه العبادة لما فيها من خيرٍ وفضل، وعبر موقع محتويات سنتعرّف على ضوابط الاعتكاف وشروط صحّته للرجل والمرأة المسلمين، كما سيساعدنا الموقع على معرفة معنى الاعتكاف والأمور الواجبة فيه.

معنى الاعتكاف

إنّ الاعتكاف هو الملازمة والإقبال على الشّيء والاحتباس فيه، والاعتكاف هو مصدر الفعل عكف، أي أقبل على الشّيء مثابرًا عليه ومواظبًا لا يصرف وجهه عنه ولا يقطعه بشيءٍ من العمل، وإنّ الاعتكاف في الشّريعة الإسلاميّة هو أن يلازم المسلم المسجد ويحتبس فيه فيقبل على عبادة الله تعالى دون انقطاعٍ سواءً بالليل أو النّهار، وذلك بنيّة التّقرّب من الله جلّ وعلا ونيل رضاه وبلوغ الدّرجات العليا في الدّنيا والآخرة.[1]

هل يجوز الاعتكاف في البيت

لا يجوز للمسلم سواءً كان امرأة أو رجلًا أن يعتكف في بيته، فلا يصحّ الاعتكاف إلّا في المسجد للرّجال والنّساء، حيث اتّفق أهل العلم على أنّه لا يصحّ اعتكاف الرّجل والمرأة إلّا في المسجد، حيث أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يعتكف ومع بعض نسائه في المسجد، ولم يرد عنه أنّه قد اعتكف في غير المسجد، وقد ورد قول الله جلّ وعلا في الذّكر الحكيم: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.[2] فقد ربطت هذه الآية الكريمة الاعتكاف في المسجد، ووضعت شرطًا لصحّة الاعتكاف وهو الامتناع عن الجماع ومباشرة الزّوجات، فذلك يفسد الاعتكاف، كما أنّ النّساء من المسلمين لا يعتكفون إلّا في المساجد، وذلك أنّ نساء رسول الله رضي الله عنهنّ استأذنّه في الاعتكاف فأذن لهنّ، حتّى أنّهنّ كنّ يعتكفن بعد وفاة رسول الله في المسجد، لذا فإنّ الاعتكاف لا يصحّ ولا يجوز إلّا في المسجد، فمكان الاعتكاف هو المساجد، ولو كان الاعتكاف في البيت جائزًا أو صحيحًا، لورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه اعتكف في منزله في بعض الأيّام أو أنّ الصّحابة الكرام فعلوا ذلك، وقال النّوويّ رحمه الله تعالى أنّه لا يصحّ اعتكاف الرّجل والمرأة إلّا في المسجد، كما لا يصحّ اعتكافهما في مسجد المنزل، وهو المكان المهيّأ للصّلاة، لأنّ مسجد البيت لا يستوفي شروط المسجد الحقيقيّ والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم اكل النيص ابن باز

حكم الاعتكاف في المساجد

إنّ الاعتكاف من العبادات الصّالحة الّتي تقرّب العبد المسلم من ربّه جلّ وعلا، وهي سنّةٌ نبويّةٌ مستحبّةٌ يمكن للمسلم القيام بها فيأخذ أجر العبادة بإذن الله تعالى، ويمكن له تركها فلا يأثم ولا حرج عليه بذلك، والدّليل الحديث الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والّذي يرويه أبو سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه، حيث يقول: “إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأوَّلَ مِن رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، في قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ علَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قالَ: فأخَذَ الحَصِيرَ بيَدِهِ فَنَحَّاهَا في نَاحِيَةِ القُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا منه، فَقالَ: إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ”.[4] ووجه الدلالة في هذا الحديث الشّريف أنّ الرّسول لم يوجب الاعتكاف بل إنّه استحبّه للناس، فمن رغب وأراد الاعتكاف مع في المسجد اعتكف ونال الأجر، ومن لم يُرد فلا ذنب عليه ولا إثم، فهو سنّةٌ مستحبّة والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الاعتكاف؟ وأدلة مشروعيته

الأمور الواجب على المعتكف التزامها

قال أهل العلم أنّ هناك بعض الأمور الّتي يجب على المسلم أو المسلمة إن أراد الاعتكاف أن يلتزمها، وإلّا فإنّ اعتكافه يفسد ولا يصح، وهذه الأمور بمثابة شروط صحة الاعتكاف وهي:[6]

  • أن يكون الاعتكاف في مسجدٍ تُقام فيه صلاة الجماعة.
  • أن يكون المسجد تُقام فيه صلاة الجمعة لمن تجب عليه وكان اعتكافه يتخلّله صلاة الجمعة.
  • لا يجب على المعتكف أن يزور المرضى ويعودهم.
  • لا يجب على المعتكف أن يقضي حوائج أهله.
  • لا يجوز للمعتكف أن يخرج للعمل خارج المسجد.
  • لا يجوز للمعتكف أن يأتي زوجته ويباشرها.
  • لا يلزم للمعتكف الصّوم فإن أحبّ الصّيام جاز له.
  • لا يجب على المعتكف حضور الجنازات.
  • لا يجب على المعتكف أن يجيب من يدعوه لطعامٍ أو غيره.

شاهد أيضًا: فضل الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان

غايات الاعتكاف

يعدّ الاعتكاف من السّنن النّبويّة المستحبّة الّتي تحمل معها الفضل والخير والأجر العظيم لصاحبها في الدّنيا والآخرة بإذن الله تعالى، وهذه العبادة العظيمة لها العديد من الغايات وهي:[1]

  • أن يقبل القلب ويحبّ الاعتكاف على طاعة الله تعالى وتعبّده.
  • أن يترك القلب والعقل الاشتغال بمتاع الدّنيا ويجعل همّه الآخرة.
  • أن يختلي المسلم بربّه سبحانه يناجيه ويدعوه ويسأله من فضله.
  • أن يتخلّى القلب عن همومه لينشغل بالذّكر والدّعاء.
  • أن يعتدّ المسلم بالاعتكاف وحده نفسه ليلاقي وحشة القبر ووحدته.
  • أن يدرب المسلم قلبه على الإيمان بأنّ الله تعالى هو أنسه لا الخلق والعباد.

شاهد أيضًا: هل يجوز الاعتكاف في المنزل

هنا نصل لختام مقالنا هل يجوز الاعتكاف في البيت، حيث أنّنا ذكرنا معنى الاعتكاف وحكمه، ورأي الشّريعة الإسلاميّة بالاعتكاف في المنزل، كما تعرّفنا على غايات الاعتكاف وشروط صحّته.

المراجع

[2]سورة البقرةالآية 187
[4]صحيح مسلممسلم/أبو سعيد الخدري/1167/صحيح
[6]islamqa.infoشروط الاعتكاف29/03/2024