هل يحرم الشرب من فم السقاء

هل يحرم الشرب من فم السقاء ؟، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ الأحكام الشرعية في الإسلام جميعها جاءت لمراعاة مصالح المسلم سواء ما حرَّمه الله عليهم أو ما أوجبه، وسيتمُّ في هذا المقال تناول حكم الشرب من فم السقاء، ثمَّ سيتمُّ ذكر العلة من هذا الحكم، ثمَّ في الختام سيتمُّ ذكر حكم شرب الماء قائمًا، وفيما يأتي ذلك:

هل يحرم الشرب من فم السقاء

لقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلم من أن يشرب الماء من فم السقاء، ودليل ذلك ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: “نهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن المُجَثَّمَةِ ، ولبنِ الجَلَّالَةِ ، والشربِ مِن فِي السِّقاءِ”،[1] ومعنى السقاء هو: الإناء الذي يوضع فيه الماء ويكون له فم يشرب منه، كالقربة،[2] لكنَّ النهي هنا جاء للكراهة لا للتحريم، ودليل ذلك أنَّه وقع من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في بعض الأحيان، وبناءً على ذلك فإنَّه لا يحرم على المسلم الشرب من فم السقاء، بل يكره له ذلك.[3]

شاهد أيضًا: حكم شرب الماء من فم السقاء

العلة من كراهة الشرب من فم السقاء

ذكر العلماء العلة من النهي عن شرب المسلم من فم السقاء، وفيما يأتي ذكر هذه العلل:[4]

• أن القربة لا يظهر ما بداخلها، فقد يكون بداخلها حشرة أو حية فتؤذيه، كما روي أن رجلا شرب من في السقاء فخرجت حية.
• أن الذي يشرب من في السقاء قد يغلبه الماء، فينصب أكثر مما يحتاج إليه، فيشرق به أو تبتل ثيابه.
• أن النهي عن ذلك حتى لا يصيب ريقه فم السقاء أو يختلط بالماء الموجود بداخله، أو يصيب نَفَسُه فم السقاء، فيتقذره غيره، وقد يكون ذلك سبباً لانتقال الأمراض.

حكم شرب الماء قائمًا

نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب قائمًا، لكنَّ النهي هنا ليس للتحريم إنَّما هو للإرشاد وبيان ما هو أفضل للمسلم، ومما يدل على ذلك ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “سَقَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وهو قَائِمٌ”،[5] ، وبناءً على ذلك فإنَّه يجوز للمسلم شرب الماء قائمًا، وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: “الأصل أن يشرب الإنسان قاعداً، وهو الأفضل، وله أن يشرب قائماً، وقد فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمرين للدلالة على أن الأمر في ذلك واسع”.[6]

شاهد أيضًا: حكم شرب الماء واقفًا

هل يحرم الشرب من فم السقاء، مقال تمَّ فيه الحديث عن حكم الشرب من فم السقاء، وبيان أنَّ النهي الذي جاء في السنة النبوية إنَّما كان للكراهة لا للتحريم، ثمَّ تمَّ ذكر العلل من كراهة شرب الماء من فم السقاء، وفي الختام تمَّ بيان جواز شرب المسلم للماء وهو قائم، وأنَّ النهي الوارد في السنة النبوية إنَّما هو للإرشاد ولبيان ما هو أفضل.