الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال سؤال من الأسئلة المطروحة، فقد شرّع الله تعالى الزكاة على كلّ المسلمين وجعلها ثالث أركان الدين الإسلامي، وشرطًا لتمام واكتمال دين الإنسان، لذا يسعى الكثير من المسلمين إلى التعرّف والاطلاع على تفاصيل وأحكام الزكاة ومواقيتها وتفاصيل إخراجها، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات سنبيّن الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال بالتفصيل.

تعريف زكاة الفطر وزكاة المال

فُرضت الزكاة على المُسلمين لتزكية أموالهم وتطهيرها، وقد فُرضت عليهم بمواقيت ومقادير مختلفة، وفيما يلي سنبيّن تعريف كل من زكاة الفطر وزكاة المال:

  • زكاة الفطر: زكاة الفطر هي زكاة مفروضة على كل مسلم عاقل راشد لديه القدرة على الإنفاق وإخراج الزكاة من ماله، أي لديه ما يكفيه لحاجاته الأساسية وتلبية مستلزمات عائلته خلال العيد، تؤدى في شهر رمضان المُبارك في آخر أيامه، وقد أشار الكثير من أهل العلم إلى أن وقت تأديتها هو بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان، ولا يجوز على المسلم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد، ولا تسقط عن الإنسان إذا لم يؤدها، ويبلغ مقدارها عن كلّ شخص صاعٌ من قوت البلد، ولا فرق سواء أكان ذلك قمحًا أو شعيرًا أو تمرًا أو غير ذلك، على أن يكون ذلك من قوت البلد الذي يُقيم فيه الإنسان.[1]
  • زكاة المال: زكاة المال هي زكاة مفروضة على ما يملكه الإنسان من مال في حقق الشرطين التالين وهما أن يبلغ المال النصاب، أي يكون بمقدار يعادل 85 غراماً من الذهب، أو 595 غراماً من الفضة، أو أكثر من ذلك، والشرط الثاني هو حلول الحول أي مرور عام هجري كامل على امتلاك الإنسان لهذا المال، فإذا حقق المال هذين الشرطين وجب عليه إخراج زكاة هذا المال ومقدارها ربع العشر من المال.[2]

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال

إنَّ الفرق الأساسي بين زكاة الفطر وزكاة المال يكمن فيكون زكاة الفطر هي زكاة مخصصة يجب على المسلم تأديتها في شهر رمضان المبارك، أما زكاة المال يجب تأديتها في حال حقق المال الذي يملكه الإنسان شروطًا محددة، وفيما يلي سنبين الفرق بين كل من زكاة المال وزكاة الفطر.[3]

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال من حيث المال المُخرج

يكمن الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال من حيث المال المُخرج فيما يلي:

  • زكاة الفطر: يكون مقدار زكاة الفطر صاعًا من قوت أهل البلد، فيمكن أن يكون قمحًا أو شعيرًا أو تمرًا، وقد قُدّر الصاع بثلاثة كيلو غرام.
  • زكاة المال: يختلف مقدار زكاة المال باختلاف مقدار المال الذي يملكه الإنسان، فإنَّ زكاة المال تُقدّر بنسبة 2.5% من المال الذي يُحقق شروط الزكاة، أي ربع العشر من المال.

الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال من حيث وقت الأداء

إنَّ وقت أداء كل من زكاة الفطر وزكاة العيد هو:

  • زكاة العيد: يكون وقت أداء زكاة العيد بحسب قول أغلب أهل العلم في آخر يوم أو يومين في شهر رمضان المُبارك، وقد أشار بعض أهل العلم أنّه يدخل وقتها بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان، كما ذب آخرون جواز إخراج زكاة الفطر منذ أول أيام شهر رمضان المبارك، ولا يجب تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد، وذلك باتّفاق من أهل العلم.
  • زكاة المال: يختلف الوقت المحدد لأداء زكاة المال من شخص لآخر، فإنَّ وقت زكاة المال يُحدد بمرور عام هجري كامل على اقتناء الإنسان للمال الذي يبلغ النصاب المحدد، أي حولان الحول على المال، ولا يجوز على الإنسان المسلم تأخير زكاة المال في حال دخول وقت أدائها.

حكم زكاة الفطر وزكاة المال

تعدُّ كل من زكاة الفكر وزكاة المال فرضًا من الفرائض الواجبة على المسلمين، والتي يجب إخراجها وعدم التقاعس أو التغاضي عن أدائها، إلّا أنَّ الفرق في الحكم بين زكاة الفطر وزكاة المال يكمن في النقطة التالية:[4]

  • زكاة المال: إنَّ زكاة المال هي فرض على كل مسلم يملك نصابًا محددًا من المال وقد حال الحول على هذا المال، ويؤديها صاحب هذا المال بمقدارها المحدد مهما بلغ عدد أفراد عائلته.
  • زكاة الفطر: أمّا زكاة الفطر فهي فرض واجب على كلّ مسلم قادر على تأمين قوت يومه لنفسه وعائلته، ويجب عليه تأديتها عن نفسه وعن كلّ شخص تحت رعايته من طفل أو ابن أو ابنة أو زوجة أو غير ذلك.

شاهد أيضًا: هل الجنين في بطن امه عليه زكاة فطر

حكم إحراج زكاة الفطر مالًا

اختلف أهل العلم في حكم إخراج زكاة الفطر بما يعادلها من المال، وقد ذهب بعضهم إلى جواز ذلك، وذهب بعضهم الآخر إلى عدم جواز ذلك، وقد ذهب الأئمة الثلاثة الشافعي والحنبلي والمالكي إلى وجوب إخراج زكاة الفطر من الطعام أو القوت الذ يقتات به أهل البلد، ولا يجوز إخراجها مالًا، أما الإمام أبو حنيفة، فقد ذهب إلى جواز إخراج ما يعادل زكاة الفطر من مال ولا حرج في ذلك، وإنّ إخراج قيمة من المال تُعادل قيمة زكاة الفطر جزء الإنسان، وإنّ من واجب المسلم اتّباع الأحوط والأسلم وإخراج زكاة الفطر من قوت وطعام البلد الذي يسكنه، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز شراء زكاة الفطر قبل العيد باسبوع

الفرق بين زكاة الفطر والصدقة

إنَّ الزكاة هي من الفرائض الواجبة على المسلمين كلهم في حال تحقق الشروط اللازمة للزكاة، أمّا الصدقة فهي ليست من الأمور المفروضة على المسلمين، بل هي إخراج الإنسان للمال في سبيل الله تعالى دون وجوب أو فرض ذلك عليه، ومن أبرز الفروق بين زكاة الفطر والصدقة:[6]

  • زكاة الفطر يجب أن تُقدم في وقت محدد، ولا يجوز تأخيرها، الصدقة يُمكن أن تؤدي في أي وقت وحين، ولا يُشترط أو يُحدد لها زمان.
  • زكاة الفطر يجب أن تُعطى للفقراء والمساكين، ومن تجب عليهم النفقة فقط، أمّا الصدقة فيُمكن أن يعطيها الإنسان للفقراء أو الأغنياء أو لمن تجب عليهم النفقة ولمن لا تجب.
  • لا يجوز إعطاء الزكاة للأصول والفروع من الأم أو الأب أو الأبناء أو الأجداد، أمّا الصدقة فيجوز ذلك، ولا يُحدد على الإنسان لمن يُعطيها.
  • إنَّ الزكاة فرض على المسلم، ولا يجب تركها أو تجاهلها، وإنّ تركها من الأمور المُحرمة، أمّا الصدقة فيؤديها المرء مما لا يجب فيه الزكاة وعن طيب نفس، ودون أن تُفرض عليه وهي ليست واجبة على المسلمين، ولا يُؤثم تاركها.

شاهد أيضًا: الفرق بين الصدقة والزكاة

مقدار زكاة المال في رمضان

يعتقد الكثير من الناس أنّ لإخراج زكاة المال علاقة وارتباطاً بشهر رمضان المُبارك، وإنّ هذا الاعتقاد من الاعتقادات الباطلة، فغنّ إخراج زكاة المال يتعلق بتحقيق مال الإنسان للشروط الواجبة لتحقق الزكاة، وإنّ تأخير إخراج الزكاة بعد دخول وقت وجوبها هو أمر غير جائز، ويُؤثم عليه فاعله، أمّا عن تقديم إخراج الزكاة وإخراجها قبل وقتها في شهر رمضان المُبارك، فهو يجزئ الإنسان، فيجوز له إخراج القيمة المفروضة من الزكاة على ماله قبل دخول وقت الزكاة على المال، وإنّ زكاة الفطر الواجبة في شهر رمضان المُبارك هي واجبة على كل إنسان مُقتدر يملك قوت يومه، وهي مُختلفة عن زكاة المال، والله أعلم.[7]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال من حيث وقت الإخراج والمال المُخرج والحكم، كما بيّن حكم إخراج زكاة الفطر مالًا، وشرح الفرق بين زكاة الفطر والصدقة، بالإضافة لذكر مقدار زكاة المال في رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *