سبب نزول سورة المنافقون وسبب تسميتها وفضلها وأهميتها

سبب نزول سورة المنافقون من الأسباب التي يرغب الكثير من المسلمين في معرفتها، وخاصة طُلّاب علوم القرآن الكريم؛ حتى يتبيّنوا الأحداث والوقائع التي حدثت عند نزول تلك السّورة، ولماذا سُمّيت تلك السورة بهذا الاسم، والقرآن الكريم هو كلام الله المعجز المنزل على رسوله- صلى الله عليه وسلم- المنعقد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، وفيما يلي سنتعرف على سبب نزول سورة المنافقون.

التعريف بسورة المنافقون

سورة المنافقون من السور المدنية، والصورة المدنية هي التي نزلت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة ولو في غير المدينة، ويبلغ عدد آيات تلك السّورة إحدى عشر آية، أما ترتيبها من حيث النزول؛ فقد نزلت بعد سورة الحج وقبل سورة المجادلة، وتحتل المرتبة الثالثة والستّين في ترتيب المصحف، وقعت بعد سورة الجمعة وقبل سورة التغابن، وقع في الجزء الثامن والعشرين من القرآن، وقد ابتدأت بأداة الشرط” إذا”.[1]

سبب نزول سورة المنافقون

قد واكب نزول القرآن الكريم الكثير من الأحداث والوقائع؛ فبمجرّد أن كان يحدُث للنبي حدثًا أو شيئًا مُعيّنًا، يُنزل الله وحيًا على النبي؛ حتى يُرشده إلى ما يفعله، وقد اختلف العلماء في الوقت الذي نزلت فيه هذه السورة المباركة؛ فقال بعضهم: إنها نزلت في غزوة تبوك أو نزلت في غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع، والقول الثاني أرجح، وقد حدث فيها أن اختلف رجلان حول الماء أحدهما جهجاه بن سعيد مولى عمربن الخطاب، والثاني سنان الجهني حليف بني عوف من قبيلة الخزرج، فصاح كل واحدٍ منهما، واستنجد بأهله، فقال جهجته يا للمهاجرين، وضاح سنان يا للأنصار، فاجتمع الناس، ووصل الخبر لعبد الله بن أبي سلول، فقال:” أقَد تَداعَوا عَليْنا، لَئِن رَجَعنا إلى المَدينةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعزُّ مِنها الأَذلَّ”[2] ونهى الناس عن الإنفاق، فأنزل الله- تعالى-:” هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّـهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ* يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”[3]

سبب تسمية سورة المنافقون

يرجع السبب في تسمية سورة المنافقون بهذا الاسم إلى أول آيةٍ في السورة، والتي يقول فيها الحق – سيحانه-: إذا جاءك المنافقون..”؛ فقد تحدّثت تلك السورة عن أحوال المنافقين، وأوصافهم، وصفاتهم، وما كانوا يفعلونه مع النبي من مكرٍ وخداع، ولكنّ الله – عز وجل- نجى نبيّه من مكر المخادعين، وهذا هو حال المنافقين في كل زمانٍ ومكانٍ؛ يُظهرون خلاف ما يُبطنون، وقد كانوا يُظهرون للنبي الإيمان، ويُبطنون الكفر؛ بئس ما قدمت أيديهم، وبئس ما يشترون.[4]

فضل سورة المنافقون

وردت الكثير من الفضائل التي تحُثّنا على المُداومة على قرائتها، والمواظبة عليها، ومن تلك الفضائل: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان مواظبًا على قراءة تلك السّورة في صلاة الجمعة، وذلك حتى يُفتضح أمرهم، وأن يُحذّر المُسلمون من مكائدهم وخداعهم، ولأن الصحابة كانوا يقتدون بالنبيّ؛ فكانوا يُاومون على قرائتها، والدليل على ذلك:”قُلْتُ لأبي هريرةَ: إنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ -رضوانُ اللهِ عليه إذ كان بالعراقِ يقرَأُ في صلاةِ الجمعةِ سورةَ الجمعةِ و “إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ”فقال أبو هُريرةَ: كذلك كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قرَأ”[5]، أما غيرها من الفضائل؛ فلا أحاديث صحيحة لها؛ لأن المنوط به هو الأحاديث الصحيحة في استظهار أسباب تسمية السور.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على سبب نزول سورة المنافقون ، وأهم المعلومات عن سورة المنافقون من حيث مكيتها، ومدنيتها، وعدد آياتها، وترتيبها بين سور القرآن الكريم، وما السبب في تسمية هذه السورة بهذا الاسم، ولم ابتدأت السورة المباركة، وما وجه هذا الابتداء.