قصص سورة الكهف

نقص عليكم من خلال هذا المقال قصص سورة الكهف وهي من سور القرآن الكريم التي ورد بها عدة قصص مختلفة تحمل كل واحدة منها عظةً للعالمين، فأخبار الأمم السابقة التي وردت في القرآن الكريم جاءت لتنبيه الناس أجمعين لسوء عاقبة المخالفين كي لا نكرر أخطائهم ولحسن جزاء الصالحين المطيعين لما أمر به الله سبحانه وتعالى كي نقتدي بهم. لذا من يتدبر آيات القرآن الكريم ويحسن فهم القصص التي وردت في سوره المختلفة سيجد بها الكثير مما يمكن تعلمه لتجنب مصير الأمم الغابرة التي عصت الله وأهلكها عصيانها، وفيما يلي نسلط الضوء على القصص الخمس الواردة في سورة الكهف ونتدبر ما حملته من حكم خفية.

قصص سورة الكهف

سورة الكهف هي واحدة من السور التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل هجرته للمدينة المنورة، يبلغ عدد آياتها 110 آية أما عن ترتيبها في القرآن الكريم فتأتي في المرتبة الثامنة عشر.

قص الله سبحانه وتعالى علينا من خلال آياتها خمس قصص مختلفة أولها هي قصة الفتية المعروفين بأصحاب الكهف، وثانيها هي قصة الرجل صاحب الجنتين، أما ثالث القصص فهي قصة إبليس ونبي الله آدم، بينما رابع  القصص هي قصة نبي الله موسى مع الخضر عليهما السلام، وآخر القصص هي قصة ذو القرنين” وفيما يلي نتعرض لتفاصيل هذه القصص.

قصص سورة الكهف :قصة أصحاب الكهف

• تحكي لنا قصة أصحاب الكهف عن فتية آمنوا بالله سبحانه وتعالى وأنكروا الشرك به والتعبد لغيره، وخوفًا من الفتنة هجروا قومهم فقد كانوا مشركين واختبئوا منهم في كهف مع كلب كان يرافقهم فأنامهم الله سبحانه وتعالى 309 سنة كما جاء في قوله تعالى :”وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا”.
• حفظهم الله سبحانه وتعالى بحفظه طوال هذه الأعوام ثم أحياهم من جديد، وحينما استيقظوا تسائلوا كم لبثوا فظنوا أنها بضعة أيام لا أكثر، فأرسلوا شخص منهم ليحضر لهم طعامًا من المدينة وطالبوه بالحذر كي لا يجده المشركين فيوقعوا بهم العذاب أو يعيدوهم للشرك وبئس المصير.
• حينما وصل الفتى للمدينة استنكر أهل المدينة هيئته وزاد تعجبهم لما كان يحمله من قطع نقدية تعود لزمن بعيد، فذاع الخبر في المدينة عن عودة الطائفة التي خرجت منذ زمن بعيد هربًا من الملك الكافر الظالم وأنهم لا زالوا على قيد الحياة، حتى وصل نبأهم للملك فخرج أهل المدينة والملك وحاشيته وراء هذا الشاب لحيث يرقد بقية رفاقه وحينما وصلوا للكهف طلب منهم انتظاره في الخارج كي لا يفزع رفاقه منهم لكن أرواحهم قبضت لله عز وجل.[1]

 قصة صاحب الجنتين

• ثاني قصص سورة الكهف هي قصة أصحاب الجنتين التي تحكي لنا عن قصة أحداثها تدور بين رجلين أحدهما كافر وأحدهما مؤمن.
• الكافر كان لديه حديقتين بهما الكثير من الزرع والثمار الطيب الكثير وبينهما  نهر جاري يوفر عليه مشقة السقيا، وفي أحد الأيام زاره المؤمن فصار الكافر يتفاخر بما تحويه جنتيه من ثمار وخير كثير وأخبره بأن جنته هذه لن تزول أبدًا وأنه حتى حين يُبعث وتقوم الساعة فسيعطيه الله خير منها فجحد بنعمة ربه لم يشكر الله عليها ولم يمنح الفقراء حقهم منها.
• فأخبره المؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قادر على منحه خير من هذه الجنة وأن الله قادر على أن يحول هذه الجنة التي يتفاخر بها لأرض قاحلة لا ماء بها ولا زرع ولا ثمار، وبالفعل أرسل الله سبحانه وتعالى عليه رياح عاتية فصارت حديقته خاوية لا زرع ولا ماء عقابًا لإنكاره فضل ربه، فندم ندمًا شديدًا وتمنى لو أنه لم يشرك بالله يومًا.[2]

قصة إبليس وأدم

• ذكر الله سبحانه وتعالى كذلك قصة نبي الله آدم مع إبليس في إشارة قصيرة ذكر فيها رفضه لأمر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم -عليه السلام- كما جاء في قوله تعالى:”وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا”.
• فسجدت جميع الملائكة لآدم -عليه السلم- امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى إلا إبليس أبى واستكبر وفسق عن أمر الله، فيحذرنا الله سبحانه وتعالى من اتباعه وذريته كونهم أعداء الله ومن يتبعهم سيهلك ويصلى النار وبئس المصير.

قصة موسى والخضر

• القصة الرابعة هي قصة نبي الله موسى -عليه السلام- مع عبدًا من عباد الله منحه الله العلم والمعرفة يدعى الخضر.
• فقيل أن موسى -عليه السلام- سئل ذات يوم أي الناس أعلم فقال أنا، فأراد الله سبحانه وتعالى أن يريه أن هناك من عباده من هم أكثر علمًا منه فأوحى إليه للرحيل كي يلتقى بعبد هو أكثر منه علمًا.
• فحين التقى نبي الله بالخضر طلب منه أن يعلمه مما علمه الله فرفض في البداية لأنه لن يتمكن من الصبر على ما سيراه لكن موسى -عليه السلام- وعده بأنه سيصبر فكان شرط الخضر ألا يسأله عن شيء يفعله حتى يخبره هو، كما جاء في قوله تعالى:”قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا”.
• فانطلقا سويًا ووقعت بينهما ثلاثة وقائع كان نبي الله موسى في كل مرة يسأله عن السبب ويذكره الخضر بأنه أخبره أنه لن يصبر فيعده موسى -عليه السلام- أنه لن يسأله مرة أخرى لكنه يكرر الأمر في كل مرة وفي المرة الأخيرة يفسر له الخضر سبب ما كان يفعله.
• فكانت أول واقعة هي خرقه لسفينة كانت ملك لبعض المساكين ويعتمدون عليها كمصدر لقوتهم وكان هناك ملك ظالم يأخذ السفن من أصحابها فأراد أن يعيبها كي يتركها الملك لهم، أما الواقعة الثانية هي إقامته لجدار كان على وشك السقوط في أحد القرى دون أن يتقاضى أجر عنه وكان وراء الجدار كنز ليتيمين أراد الله أن يحفظه لهما حتى يبلغ أشدهما، وآخر واقعة كانت قتله لفتى كان أبويه مؤمنين بالله تعالى فخشي الله عليهم من أن يرهقهم طغيانًا وأراد أن يبدلهما خير منه، وفي كل واقعة منها لم يمكن يفعل هذا إلا بأمر من الله سبحانه وتعالى.[3]

قصة ذو القرنين

• أما آخر القصص التي وردت في سورة الكهف فهي قصة ذو القرنين وهو عبد من عباد الله أتاه الله ملكًا ومكنه على مغارب الأرض ومشارقها عرف عنه العدل وقوة النفوذ والسلطان، وكان يجول كل بقاع الأرض بحاشية وجيوش جرارة يدعوا الناس للإيمان بالله.
• حتى وصل لقوم استنجدوا به من يأجوج ومأجوج وطلبوا منه مساعدتهم لتخليصهم منهم فهم يفسدون في الأرض وله ما يشاء وكان غنيًا عن أموالهم فقبل بمساعدتهم على أن يعاونوه على ذلك، فطلب منهم جمع الحديد ووضعه في الثغرة الواقعة بين الجبلين حيث يخرج عليهم قوم يأجوج ومأجوج ومن ثم أمرهم بنفخ النار في الحديد حتى ينصهر، ومن بعد ذلك صب عليه نحاس منصهر.
•  وبذلك جعل بيننا وبين قوم يأجوج ومأجوج سدًا يمنعهم عنا حتى يشاء الله رب العالمين بخروجهم.[4]