كان موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى أمر المسلمين

كان موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى أمر المسلمين ، هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ أبا بكرٍ كان أول الخلفاء الراشدين، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيصُ الحديث عنه، حيث سيتمُّ بيانُ موقفِه من المرتدينَ ومانعي الزكاةِ، وبيانَ الوقتَ والمكانَ الذي تَولى فيهما الخلافةَ، كما سيتمُّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عنه، حيث سيُذكر نسبه ومولده وإسلامه وصحبته مع رسول الله، كما أنَّ القارئ سيجد في هذا المقال بعض الأعمال التي قام بها أبو بكرٍ في خلافته، بالإضافة إلى بيان وقت وسبب وفاته.

كان موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى أمر المسلمين

كانَ موقفُ أبي بكرٍ الصديقَ رضيَ اللهُ عنهُ عندما تَولى أمرَ المسلمينَ شديدًا وحازمًا وصلبًا ضدَّ المرتدينَ، بالرغمِ من أنَّه معروفٌ بالرحمةِ والرأفةِ والشدةِ، لكنَّه في هذا الموقفِ كان أشدَّ من عمرَ بن الخطابِ الذي اقترح عليه حينها ترك مانعي الزكاةِ وتأليفِ قلوبهم، لكنَّ أبا بكرٍ رفض رأيَ عمرٍ وأباه، وقال: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حقُّ المال، والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لقاتلتهم على منعها.[1]

شاهد أيضًا: كان اختيار الخليفة عثمان بن عفان عن طريق

متى تولى أبو بكر رضي الله عنه أمر المسلمين

لقد تولى أبو بكرٍ الصديقَ أمرَ المسلمينَ بعد وفاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعلومٌ أنَّ النبيَّ تُوفي يوم الإثنينِ من السنة الحاديةَ عشرَ للهجرةِ، وقد بويِع بالخلافةِ لأبي بكرٍ في سقيفةِ بني ساعدة، ثمَّ بويعِ في اليومِ التالي في المسجدِ، حيث قام عددًا كبيرًا من الصحابة -رضوان الله عليهم جميعًا- بالمبايعةِ له.[2]

نبذة عن أبو بكر الصديق

هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، ويلتقي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرة، كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبةِ، فغيَّر رسول الله له اسمه إلى عبدالله، وأمُّه هي سلمى بنت صخر بن عمرو بن عامر بن كعب بن مرة والتي تكنَّى بأمِّ الخير،[3] وفي هذه الفقرة من مقال كان موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى أمر المسلمين، سيتمُّ ذكر نبذةٍ مختصرة عنه، وفيما يأتي ذلك:

ألقابه

لقب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكرٍ بلقبينِ اثنينِ، وفيما يأتي ذكر هذان اللقبان وسبب تلقيبه فيهما، وفيما يأتي ذلك:[4]

• العتيق: لأنَّه كان حسنَ الوجه، ولأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أعتقه من النار.
• الصديق: لأنَّه كان يصدِّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كلِّ شيءٍ ولا سيما في حادثة الإسراء والمعراج.

شاهد أيضًا: من هي ذات النطاقين ولماذا سميت بهذ الاسم

مولده

وُلد الصحابيِّ الجليل أبو بكرٍ الصديقَ -رضي الله عنه- في مكة المكرمةَ، بعد عامِ الفيلِ بعامينِ وبضعةِ أشهرٍ، ويعدُّ من سراةِ أهلها، وقد كان عالمًا بأنساب العرب وأخبارهم، عملَ أبو بكرٍ بتجارةِ الثيابِ، إلَّا أنَّه بعد إسلامه ترك العمل بالتجارة وتفرغ إلى الدعوة الإسلاميةِ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.[5]

شاهد أيضًا: متى ولد أبو بكر الصديق

إسلامه

معلومٌ أنَّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه وأرضاه- كان من السابقين إلى الإسلام؛ فهو أول من أسلمَ وآمن بدعوةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الرجالِ، ولم يكتفي بالإسلام فحسب، بل عمل أيضًا بالدعوة إلى الإسلام، حيث أسلمَ على يديه عددًا من الصحابة، الذي افتخر الإسلام بهم، مثل عثمانَ بن عفانَ والزبير بن العوامَ، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.[6]

شاهد أيضًا: الغار الذي اختبأ فيه الرسول وصاحبه هو غار

صحبته مع رسول الله

كانَ أبا بكرٍ صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورافقه إلى المدينة المنورةِ، وهو المقصودَ في قوله تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}،[7] حتى عندما استقرَّ رسول الله في المدينة المنورة فقد كان أبا بكرٍ ساعده الأيمن، وقد مدحه رسول الله في عدةِ أحاديث، وفيما يأتي ذكر أحدها:[8]

• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ ، ما خلَا أبا بكرٍ ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ ، ومَا نفَعَنِي مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِني مالُ أبي بِكْرٍ ، ولَوْ كنتُ متخِذًا خَلِيلًا ، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا ، أَلَا وَإِنَّ صاحبَكُمْ خليلُ الله”.[9]

شاهد أيضًا: تتمة الحديث يغفر للشهيد كل ذنب الا من خمس حروف

أعمال أبو بكر الصديق بعد تولي أمر المسلمين

سُطرت أعمال الخليفةِ أبو بكرٍ الصديقَ -رضي الله عنه- في التاريخِ، وفي هذه الفقرة شيتمُّ ذكر بعضها، وفيما يأتي ذلك:

• أنَّه أصرَّ على إرسال جيشِ أسامة بن زيد، الذي تمَّ تجهيزه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أنَّه قام بحروب الردةِ التي ابتدأت بعد وفاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مباشرةً، حيث ارتدَّ في تلك الفترة عددصا لا بأس به من الناس.
• أنَّ في عهده قام بعدةِ معاركِ شديدة، وبالرغم من شدتها إلَّا أنَّ المسلمين انتصروا بها.
• أنَّ في عهده قام بفتحِ بعض دولِ العراق والشام، كما أنَّه فتح منطقةَ الحيرة.
• أنَّ في عهده حدثت حرب اليمامةِ، والتي نتجت عن حروب الردةِ، وفي هذه الحرب تُوفي عددٌ كبيرٌ من الصحابة -رضوان الله عليهم- كما قثتل فيها مسيلمة الكذاب، وبالرغمن من شدتها إلَّا أنَّ المسلمون انتصروا بها.
• أنَّ في عهد تمَّ جمع القرآنِ الكريمَ في مصحفٍ واحدٍ.

شاهد أيضًا: ذكرت المرأتان سبب خروجه للعمل عندما سألها موسى عليه السلام

وفاة أبو بكر الصديق

اغتسل أبو بكرٍ الصديقَ -رضي الله عنه- في يومٍ باردٍ، فمرض على إثره بالحمَّى التي أقعدته عن الصلاةَ في جماعةٍ خمسةَ عشرَ يومًا، وفي يومِ الإثنينِ، في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة، انتقلَ أبو بكرٍ الصديقَ -رضي الله عنه وأرضاه- إلى الرفيق الأعلى، وكان عمره آنذاك ثلاثة وستون عامًا، وقامت بتغسيله زوجته أسماء بنت عميس، ودُفن بجانب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما كان قد أوصى قبل وفاته.[10]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي حمل عنوان كان موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى أمر المسلمين، وفيه تمَّ بيان موقفه من المرتدين ومانعي الزكاةِ كما تمَّ بيانُ الوقت والمكان الذي تَولى فيهما أبو بكرٍ الخلافةَ، ثمَّ بعد ذلك تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عنه، مع ذكر بعض أعماله، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان وقت وسبب وفاةُ أبي بكرٍ رضيَ اللهُ عَنه.