من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم

من هو ذو القرنين

من هو ذو القرنين ؟ من الشخصيات التي يرغب الكثير من المسلمين في التعرف عليها وعلى جميع التفاصيل المتعلقة بها، فهو واحد من الشخصيات الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ولم يتم ذكره في الديانة الإسلامية فحسب، ولكن ورد اسمه وقصته في العديد من الأديان الأخرى على مر التاريخ، فمن هو؟ وما هي قصته؟ نتعرف على إجابات هذه الأسئلة من خلال المقال.

من هو ذو القرنين

ورد ذكر ذو القرنين في القران الكريم في قوله تعالى :”وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا” [1] وقد اختلف الباحثون في العلوم التاريخية حول شخصية ذي القرنين، فمنهم من قال بأنه كان ملكًا من ملوك العصور القديمة ملك الأرض شرقها وغربها، ومنهم من قال بأنه نبي أرسله الله تعالى إلى قومه، ومنهم من قال بأنه كان رجلًا صالحًا يدعو الناس إلى توحيد الله عز وجل، ومنهم من قال بأنه كان من الملائكة أرسله الله تعالى لمناهضة الشرك والمشركين. والراجح من تلك الأقوال أنه كان حاكمًا عادلًا، وكان ينشر التوحيد بين المحكومين، وطاف الأرض يقاتل المشركين ويقضي عليهم، ويحث الناس على عبادة الله الواحد القهار. وقد روى الطبري في تفسيره أن مجاهد رضي الله عنه قال: “ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران: بختنصر ونمرود بن كنعان ، لم يملكها غيرهم ” [2].

وهناك بعض الادعاءات التي تقول بأن ذو القرنين هو الإسكندر المقدوني، فهذا الإدعاء ليس له أي أساس تاريخي، لأن ذو القرنين كان في زمن إبراهيم عليه السلام، وتقول بعض الروايات التاريخية بأنه أسلم على يديه، وطاف بالبيت الحرام، بينما الإسكندر المقدوني كانت فترة ملكه قبل عصر المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، بحوالي ثلاثمائة عام، والحق أن الفترة الزمنية التي انقضت بين إبراهيم عليه السلام، وبين عيسى ابن مريم أكثر من ألفي عام. كما أن ذو القرنين كان من العرب، بينما الإسكندر الذي بنى مدينة الإسكندرية كان من الروم، ويُحتمل أن يكون قد حدث هذا الخلط، لأن الإسكندر المقدوني حكم مملكتي الروم والفرس، وكانتا المملكتين الأكبر في العالم في هذا الوقت، فتم إطلاق هذا اللقب عليه تشبهًا بذي القرنين الذي حكم الأرض، لكن الروايات التاريخية تثبت أنهما ليسا شخصًا واحدًا.

لماذا سمي ذو القرنين بهذا الاسم

عند البحث عن سبب تسمية ذي القرنين بهذا الاسم، نجد أن الروايات التاريخية تختلف في هذا الأمر على نحو كبير، فتروي القصص التاريخية أن ذو القرنين طاف بالأرض شرقًا وغربًا حتى فتح جميع البلاد التي كانت معروفة في هذا الوقت، ولذلك أُطلق عليه “ذي القرنين”، أي أنه بلغ قرني الشمس من الشرق إلى الغرب. وقال بعض المؤرخين تم إطلاق هذا الاسم عليه لأنه قد ملك بلاد فارس والروم.

وقد قال بعض الباحثين أن السبب في تسميته بهذا الاسم، أنه كانت له ضفيرتان تنزلات على كتفيه كالقرنين، فتم إطلاق هذا الاسم عليه، واستدل أصحاب هذا الرأي على صحته بما فصله الفقهاء شرح مناسك الحج أن المرأة حين تتحلل من مناسك الحج تأخذ من “قرونها” [3] أي من ضفائرها وهذا الاستدلال أساسه أن كلمة القرنين قد تخرج من معناها الأساسي الذي يدل على الكثرة إلى معنى التقليل. وهذا رأى من الآراء، ولكن ليس له أي من الأسانيد التاريخية التي تدعمه.

قصة ذو القرنين

وردت قصة ذو القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف، في الآيات من 83 وحتى 92. وقد كان سبب ورودها في القرآن أن المشركين قد تحدوا النبي صلى الله عليه وسلم في إخبارهم بقصة ذي القرنين، وهي القصة التي لم تكُن معروفة بشكل كبير في هذا الوقت، فنزلت تلك الآيات الكريمة، وكانوا يتوقعون عدم قدرته على الإجابة على هذه الأسئلة، ولكن إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بها، كان دليلًا على صدق نبوته. [4]

وتحكي قصة ذو القرنين عن ملك حكيم عادل، ملك أسباب القوة، وهيأ الله تعالى له الملك في الأرض، وطاف بالأرض فاتحًا للبلاد، داعيًا الناس إلى الإيمان بالله، فمن يستجيب لدعوته ويؤمن بالله يأمن على نفسه وماله، ومن لا يؤمن يخضع للعقوبات التي يقررها، حتى وصل من الشرق إلى مكان يُعرف باسم “عين حمئة”، وكانت آخر الأماكن التي عرفها الإنسان في هذا الوقت، لاعتقادهم أن الشمس تغرب من هذه الجهة وتغطس في المحيط.

قصة ذي القرنين مع يأجوج ومأجوج

وبعد أن انتهى من هذه المهمة عاد باتجاه الشرق، حتى وصل إلى جبلين كبيرين، يعيش بينهما أناس يتكلمون بلغة غريبة وغير مفهومة، وحينما وصل إلى هناك والتمسوا فيه العدل والقوة استجاروا به من يأجوج ومأجوج المفسدون في الأرض، وطلبوا منه أن يبني بين يأجوج ومأجوج سدًا حيث لا يقدرون على الوصول إليهم.

وقام بالفعل ببناء السد حتى صنعه بدقة وإحكام، قال تعالى: ” حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا”. [5] ولم يوافق ذي القرنين على أخذ أموال مقابل هذا السد، وحماهم من بطش يأجوج ومأجوج وإفسادهم في الأرض.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، وقد تعرفنا من خلاله على إجابة سؤال: من هو ذو القرنين ولماذا سمي بهذا الاسم ، وما هي قصته ، وما هي قصة بناءه لسد يأجوج ومأجوج.

المراجع

  1. ^ سورة الكهف , الاية 83
  2. ^ تفسير الطبري , 5/433
  3. ^ islamqa.info , كيف تقصر المرأة من شعرها في الحج والعمرة ؟ , 05/09/2020
  4. ^ dar-alifta.org , ذو القرنين , 05/09/2020
  5. ^ سورة الكهف , الاية 93 - 96

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *