الاشياء التي يمكن تطيرها من النجاسة

الاشياء التي يمكن تطيرها من النجاسة ، من المواضيع الهامة التي يجب على المسلم معرفتها، لما يترتب على الطهارة من الكثير من الأحكام الشريعة كالصلاة، والطواف، وقراءة القران الكريم، ففي هذا المقال سنوضح الفرق بين النجاسة الحسية والنجاسة المعنوية، والاشياء التي يمكن تطيرها من النجاسة، وأهمية الطهارة للمسلمين.

الفرق بين النجاسة الحسية والمعنوية

النجاسة الحسية هي الأعيان التي حكم الشرع بنجاستها وقذارتها، فمنها ما نجاسته مغلظة، وهو الكلب، ومنها ما نجاسته مخففة، كبول الصبي الرضيع، ومنها ما نجاسته متوسطة، كنجاسة البول والدم والميتة، وأما النجاسة المعنوية فهي نجاسة الكفر والفسوق والعصيان، وقال ابن القيم: وقد وسم الله سبحانه الشرك، والزنا، واللواطة ، بالنجاسة والخبث في كتابه دون سائر الذنوب وإن كانت مشتملة على ذلك، لكن الذي وقع في القرآن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ )[1] ، وقوله تعالى في حق اللوطية: ( وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ )[2]،وقالت اللوطية: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )[3]، فأقروا مع شركهم وكفرهم أنهم هم الأخباث الأنجاس، وأن لوطا وآله مطهرون من ذلك باجتنابهم له.[4]

الاشياء التي يمكن تطيرها من النجاسة

وفيما يلي نوضح كيفية تطير الأشياء المتنجسة، ونبين أنواع النجاسات وهي ثلاث أنواع:[5]

• الخفيف من النجاسات

ومثاله: بول الصبي الصغير الذي لم يأكل الطعام، فهذا يكفي فيه غمره بالماء مرة واحدة، كما صحت به الأحاديث، و قيؤه أخفّ حكمًا من بوله، وكذلك على الصّحيح المذي، فإنّه يكفي فيه النّضح، والنّجاسة على أسفل الخفّ والحذاء ونحوه فيكفي مسحها بالأرض والتّراب، والنّجاسة إذا كانت على الأرض، فيكفي فيها غسلةٌ واحدةٌ تذهب بعين النّجاسة، كما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – في غسل بول الأعرابي، أن يصبّ عليه ذنوبٌ من ماء، وكذلك الإناء الذي تخمّر فيه العصير ثم تخلّل، لا يجب غسله، ولا يجب غسل ما أصابه فم كلب الصّيد من الصّيد لعدم أمر الشّارع بغسل محلّ ذلك.

•  الثقيل من النّجاسات

فنجاسة الكلب، وما ألحق به من الخنزير، فإنّه لابد فيها من سبع غسلات، وأن يكون إحداها بتراب ونحوه، كما أمر به النّبيّ – صلى الله عليه وسلم – في نجاسة الكلب، وألحق العلماء فيه: الخنزير؛ لأنّه شرّ منه.

• ما سوى ذلك من النّجاسات

على البدن، أو الثّوب، أو الأواني ونحوها، فلابدّ فيها من زوال عينها، حيث أمر الشّارع بإزالة النّجاسة، وأزالها تارة بالماء، وتارة بالمسح، وتارة بالاستجمار، وتارة بغير ذلك.

أهمية الطهارة

إن من أهم سمات ديننا العظيم اهتمامه بالتطهر والنظافة، والتطيب والسمت الكريم، وفيما يلي بعضًا من أسباب أهمية الطهارة:

• شرط لصحة الكثير من العبادات، كالصلاة، والطواف، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأ).[6]
• مدح الله -تعالى- المتطهّرين وأثنى عليهم في أكثر من آيةٍ في القرآن الكريم، فقال عز وجل: (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).[7]
• تقصير العبد بطهارته ونظافته من أسباب تعذيبه في القبر، فقد مرَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بقبرينِ فقال: (إنَّهما ليعذَّبانِ وما يعذَّبانِ في كبيرٍ، أمَّا أحدُهُما فَكانَ لا يستبرئُ من بولِهِ).[8]
• الطهارة والنظافة تحصِّن صاحبها من أمراض كثيرة، والقذارة والنجاسة سبب في حصول كثير من الأمراض.

وبهذا نكون قد وضحنا الاشياء التي يمكن تطيرها من النجاسة ، وأوضحنا أن للنجاسات الحسية ثلاثة أنواع، وأن هناك فرق بين النجاسة الحسية والنجاسة المعنوية، وأوضحنا أهمية الطهارة للفرد والمجتمع المسلم.