حكم الفالنتاين ابن باز

حكم الفالنتاين ابن باز
الرؤية الشرعيّة في عيد الحب

حكم الفالنتاين ابن باز فقد كان لإبن باز رأي بهذا العيد الوثني الدخيل على مجتماعتنا الإسلاميّة المحافظة الطاهرة، وقد سمّي بغير اسمه تدليسًا وبهتانًا حتى يقع المسلمون في الرذيلة والفساد، فما هو الفلانتاين، وحكمه عند ابن باز.

ما هو الفالنتاين أو عيد الحب

هو عيد روماني جاهلي، ارتبط باسم القس المعروف فالنتاين، الذي حكم عليه بالإعدام في 14 من فبراير، وتعود قصة هذا العيد بحسب كتب التاريخ: أن الرومان الوثنية كانت تحتفل في يوم 15 فبراير من كل عام ، وهذا اليوم عندهم يوافق عطلة الربيع، وفي تلك الفترة التي كانت فيها النصرانية في بداية دعوتها، أصدر الإمبراطوركلايديس الثاني قرارًا بمنع الزواج على الجنود، حتى لا ينشغلوا بعائلاتهم وأولادهم عن أمور القتال والمعارك، في هذه الفترة كان هناك رجل نصراني راهب اسمه فالنتاين، لم يعجبه قرار الملك فتصدّى له ورفضه، وقام بإبرام عقود زواج لكل العشاق خفية، فلما أكتشف أمره، وضع في السجن، وحكم عليه بالإعدام، وداخل السجن وقع في حب ابنة السجّان، وكان هذا الأمر يتم بالسرّ، لأن شريعة النصارى تحرّم على القساوسة والرّهبان الزواج أو حتى إقامة علاقات عاطفيّة، ولكن بسبب ثباته على النصرانيّة تمت مسامحته، فعرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه مقابل أن يترك النصرانيّة ويعبد آلهة الرّومان، ويكون لديه من المقربين، بل ويجعله صهرًا له بتزويجه إحدى بناته، إلا أن القسيس فالنتاين رفض العرض، وبقي على نصرانيته، فأعدم يوم 14 فبراير، ومن ذلك الحين أطلق عليه لقب القدّيس، لأنه فدى النصرانيه بروحه، زقام برعايه العشاق وتزويجهم سرًا، فسمي يوم 14 فبراير بيوم القديس فالنتاين.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز بيع وشراء الهدايا في عيد الحب

حكم الفالنتاين ابن باز

حكم الفالنتاين ابن باز هو نوع من الإبتداع المحرّم والشرك بالله تعالى والتظاهر أن معه إله آخر، والمسلم لا يشارك النصارى في أعيادهم ولا شريعتهم ولا قبلتهم، ولا يُعينهم على احتفالهم بهذا اليوم من خلال طبع أدوات العيد وشعاراته والترويج لمنتجاته، ومن ساعد على نشر أي شيء يخص هذا لعيد وهو ما يسمى عيد الحب فهو آثم ويحاسب على ذلك، والواجب على المسلمين إنكار مثل هذه الأعياد لأنها خروج عن تعاليم الإسلام وعن الفطرة السليمة التي تدعو إلى العلاقات المنظمة والمباحة في إطاز الزواج الذي حللّه الله تعالى، وقال شيخ الإسلام ابن تيمة: “أن بيعهم في أعيادهم للأكل والشرب واللباس يكره لدرجة التحريم، لأن هذا إعانة قد تؤدي إلى إظهار الدّين الباطل، وكثرة النتشار وظهور هذا العيد، وهذا أمر عظيم”، فلا يجوز للمسلم أن يقبل أي إهداء أو طعام صنع لمناسبة من مناسبات الكفار، ويجب على المسلمين التأكيد على عقيدة الولاء والبراء لله تعالى مما يفعل المشركين وأتباعهم، وقال ابن التركماني: “فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح أو بطبخ أو بإعارة دابة أو ما شابه لمعاونتهم في مواسمهم وأعيادهم”.[2]

شاهد أيضًا: قصة عيد الحب الحقيقية

حكم بيع الورود والهدايا في الفالنتاين

لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا بهدايا عيد الحب من لباس وورود وألعاب وغير ذلك، لأن المتاجرة بها نوع من الإعانة على نشر المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله الكريم، وهم بتجارتهم وبيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار، ويُتخذ ذريعة إليها، وهو نوع من التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في نشر عقائد الكفار، ولا ينبغي أن يدفع التجار حرصهم على الربح السريع العاجل إلى مشاركة هؤلاء بنشر رذيلتهم وأعيادهم الشركيّة المحرّمة، وبيع الهدايا واللباس والورود والألعاب يساعد على انتشاره بين الناس عامة والمسلمين خاصة، لذا كره الاسلام حد التحريم التجارة بكل ما يخص عيد الحب من ألعاب وهدايا وورود لباس وغير ذلك من أمور.[3]

شاهد أيضًا: حقيقة عيد الحب والقصة الحقيقية له وحكم الاحتفال به

أسباب تحريم عيد الحب

من أبرز الأسباب لتحريم الإحتفال بعيد الحب نذكر الآتي:[4]

  • يوم 14 فبراير هو يوم عيد بِدعي وثني لا أصل له في الدّين الإسلامي ولا في الشريعة.
  • أنه يدعو إلى العشق والغرام.
  • أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة للهدي النبوي ولهدي السلف الصالح، ولا يجوز أن يحدث أي من شعائر هذا العيد في ديار المسلمين سواءًا مأكل أو ملبس أو مشرب أو ما إلى ذلك، وعلى المسلم أن يكون عزيزًا بدينه وبتعاليمه السمحة النقية.
  • سبب للتبعيّة السياسيّة، فهذا العيد يجعل المسلمين يقلّدون الغرب ويتبعونهم في كل ما يقومون به من نشر وفسوق، عدا أنه قد يصل إلى المطالبة بالدولة المدنية والتي تعني إبعاد الدين عن المجتمع.
  • التأثير على الصحافة والإعلام، فيكون المسلمين مقلّدين كالإمعة، ويقوموا بنشر كل ما يُقال بدون تثبّت ولا دراية، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}[5].
  • أنه يساعد على انتشار الكبائر والصغائر في المجتمع، والتساهل في حدود الله تعالى، والخروج عن المألوف في العلاقات بين الرجل والمرأة.

شاهد أيضًا: أقوال العلماء في عيد الحب

الرؤية الشرعيّة في عيد الحب

أن الاحتفال بغير الأعياد الإسلاميّة وهي الفطر والأضحى بدعة مُحدثة في الدّين مثل عيد رأس السنة، وعيد الكريسمس، وعيد الحب وغيرها من الأعياد، وما يسميه البعض بعيد الحب هو عيد بدعي محرّم، والإحتفال به هو نوع من إحداث البدع في الدّين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، والأعياد توقيفية ولا يجوز إحداث شيء منها إلا بدليل، وإذا اعتقد من يحتفل بهذا العيد أنه عادة، فقد اعتبر ما ليس بعيدًا عيدًا، وهذا نوع من التطاول على الله تعالى وعلى رسوله الكريم، وهو نوع من إحداث ما لم يثبت في الإسلام، والإحتفال به تشبّه بأعداء الله تعالى، وهي عادة ليست من عادات المسلمين، بل من ادات المشركين والنصارى،وقد ورد النهي الشديد، والتهديد والوعيد، لكل مَن يتشبه بالكفار في أقوالهن أو أفعالهم أو عباداتهم أو أعيادهم أو غيره مما لم تقرره الشريعة الإسلاميّة.

ويجب على المسلم أن يكون حذرًا من مشابهة أعداء الله في أعيادهم، مثل الإحتفال بعيد الحب والذي يعدّ إحياءًا لروح الحب المحرّم والعشق والغرام المُشن، وفيه تعاون على نشر الرذيلة والفسوق في المجتمع، وإحياء لذكرى شخصيّة كافرة نصرانيّة، والأولى بنا نحن كمسلمين أن نخلّد ذكرى ومواقف الصحابة والتابعين الذين قاموا بإنجازات خلّدها التاريخ ولا نزال نتذاكرها حتى وقتنا الحاضر، وسيذكرها أولادنا.[6]

شاهد أيضًا: اجازة عيد الاضحى 1443 … كم باقي لعيد الأضحى 2022 عداد تنازلي

ما هو واجبنا تجاه التحذير من الفالنتاين وإنكاره

الواجب يقع على عاتق الجميع في المجتمع من آباء وأمهات ومعلمين ووسائل إعلام، ويمكننا القيام بما يلي:[7]

الآباء والأمهات

فالآباء والأمهات تقع عليهم مسؤولية كبيرة وعظيمة في تحذير أبنائهم من المشاركة في هذا الاحتفال، ومنعهم من شراء بعض الألبسة والأحذية والورود ذات اللون الأحمر، إذا أراد الولد من لبسها التزيّن بها ابتهاجًا بالمناسبة، أو مسايرة لأصدقائه وجيرانه.

الأولاد

متى رأى الأولاد من والديهم وتحذيرهم  لهم من حرمة هذا العيد وآثامه، شعروا بحرمته الكبيرة عليهم وعلى المجتمع، فلم يُعينوا على هذا الإحتفال بأي شكلٍ من الأشكال، ويجب أن يكون الأولاد وهم أجيال المستقبل على وعي تام من خلال القراءة عن هذا العيد وأصله، وأن لا يبادروا بتقليد أي شيء من دون أن يعرفوا إذا كان حرامًا أو حلالاً.

أصحاب المحال التجاريّة

تقع عليهم مسؤولية كبيرة، فمن واجبهم عدم التجارة أو بيع أو شراء كل ما يخص هذا العيد من ورود وهدايا وألعاب ولباس، والابتعاد عن إصدار إشعارات أو بطاقات خاصة تتلائم مع المناسبة وتشجّع عليها، ويجب أن يتركوا المتجارة بكل ما يخص هذا اليوم الدخيل المشؤوم، ومن ترك شيئًا لله عوضّه الله خيرًا منه، فلا يخاف العبد على رزقه، لأن اله تعالى هو الرازق الجبار.

المعلمون والمعلمات

يجب عليهم أن لا يسكتوا عن التحذير من هذا اليوم الوثني البِدعي، وعليهم بيان أصله الحقيقي وسببه، وأنه عقيدة وثنيّة يراد منها نشر الظلالة والفسق والفجور، ونشر الفساد بين صفوف المسلمين، فمتى كان موعد هذا اليوم وحتى قبل حلول موعده على المعلمين والمعلمات أن يبدءوا بتنبيه طلابهم وطالباتهم لخطورة هذا اليوم.

وسائل الإعلام المرئي والمسموع

تلعب وسائل الإعلام دورًا هامًا  ورئيسيًا في بيان حرمة هذا اليوم، وعدم التذكير به، من خلال الابتعاد عن بث أي برامج ترتبط بالترويج لهذا العيد، أو استضافة أشخاص قد يحللوا هذا اليوم من خلال نشر بضائعم أو طعامهم أولباسهم الذي يختص بهذا اليوم على الهواء وعلى أعين الجميع، والابتعاد عن التذكير بهذا اليوم أو حتى ذكره أو التشجيع عليه، بل عليهم بيان أصله وحكم تحريكه والسبب في تحريمه، فوسائل الإعلام يقع على عاتقها الدور الأهم والأكبر لأنها في كل بيت من بيوت المسلمين، وهي مسموعة ومرئية من قبل الجميع الصغار قبل الكبار.

شاهد أيضًا: ما حكم التهنئة بعيد الحب في الاسلام

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم الفالنتاين ابن باز ، وهو عيد بدعي لا يجوز الاحتفال به، وتعرفنا على ما هو الفالنتاين أو عيد الحب، ما هو واجبنا تجاه التحذير من الفالنتاين وإنكاره، الرؤية الشرعيّة في عيد الحب.