ما هو حكم برد الاسنان

حكم برد الاسنان

حكم برد الاسنان من الأحكام التي يبحث عنها الكثير من طُلّاب العلم، وخاصّة طُلّاب العلم الشرعيّ الذين يسعون لمعرفة الحلال والحرم؛ حتى يُبيّنوا للعوام أمور دينهم، وحتى يُكملوا الرّسالة السّمحاء التي أمر النبي بها، والأحكام الشرعيّة تُنظّم حياة المُسلم، فتُبيّن له الحلال؛ ليفعله، والحرام؛ ليجتنبه، وفيما يلي سنتعرّف على حكم برد الاسنان.

حكم برد الاسنان

يختلف الحُكم الشرعيّ باختلاف السبب الذي دفع المرء لفعل فعلته، وقد دار حُكم برد الأسنان بين أمرين: الأمر الأوّل المنع، والأمر الثاني الجواز، والسبب وراء ذلك أنّ برد الأسنان إذا كان لضرورة مُلحّة للإنسان؛ فحُكمه الجواز، وأمّا إذا كان ليس له ضرورة مُلحّة، وإنّما كان لسبب زيادة الجمال أو إظهار في المرأة ما ليس فيها؛ فحكمه المنع، والدليل على ذلك ما رُوي عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه- أن النبيّ-صلى الله عليه وسلّم- قال:”لعن اللهُ الواشماتِ والْمُستوشماتِ، والْمُتنمِّصاتِ، والْمُتفلجاتِ للحسنِ، المغيراتِ خلقَ اللهِ تعالى”.

والمقصود بالمتفلّجات هُنّ اللائي يبردّن ما بين أسنانهنّ الثّنايا والرُّباعيّات، فتفعل ذلك المرأة العجوز، وذلك حتى تظهر إلى النّاس أنّها في سنّ الشّباب، وهذا يُدخلها تحت إطار تغيير خلق الله -تعالى-، فالله -تعالى- خلق الإنسان في أحسن تقويم وفي أفضل حالة، وإذا ما اعترض المرء على هذه الخلقة، وحاول أن يُغيّ{ها؛ نال العقاب الشّديد من ربّ العالمين، وندم على ما فعل، وتمنّى بعد عقابه أن لم يفعل ذلك.[1]

شاهد أيضًا: حكم تطويل الاظافر

حكم تقويم الأسنان

الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يقم دليلٌ على حُرمتها، فإن دلّ دليلٌ على حُرمتها؛ توجّب على المرء أن يبعد عنها، ومن ضمن تلك الأحكام هو تقويم الأسنان، فالتّقويم هو التّعديل الذي يطرأ على الأسنان، ويقوم بذلك التقويم طبيبٌ مختصّ، ويدُور الحكم الشرعيّ لتقويم الأسنان على أمرين، إن قُصد به زيادة التجميل فهو من المحرّمات التي لا يجوز فعلها، وأما إن قُصد به إزالة ضرر حلّ بالمرء؛ فلا حرج فيه، فإذا كان المرء لا يستطيع أن يأكل؛ لأن أسنانه ساقطة، فهو يُجوّز أن يضع أسنانًا صناعيّة؛ حتى يستطيع أن يُتمّ عمليّة الأكل، والدليل على ذلك ما روي في صحيح النّسائي عن عجرفة بن أسعد:” أنه أُصيب أنفُه يومَ الكُلابِ في الجاهلية، فاتخذ أنفًا من ورِقٍ، فأنتنَ عليه، فأمره النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يتخذ أنفًا من ذهبٍ”، ومن هنا جُوّز تركيب الأسنان وتقويمها أيضًا.

رأي ابن عثيمين في تقويم الأسنان

وذكر الإمام ابن عُثيمين: إنّ تقويم الأسنان بين أمرين: إمّا يصنعه المرء للتجمُّل؛ فهذا حرام لا يجوز للمرء أن يقربه، وإذا كان الغرض من تقويمها إزالة عيب ما وقع بها؛ فهذا جائز لا حرج فيه؛ لأنّ هذا ليس اعتراضًا على خِلقة الله، ولا هو فعل حرّمه الله.

شاهد أيضًا: حكم توريد الشفاه

حكم وشر الأسنان

المقصود بوشر الأسنان هو تحديدها طلبًا للفلج المحمود، ويُطلق أيضًا على التفليج بين الأسنان، والذي يُقصد به البرد الذي يفعله المرء في أسنانه، ويدور أمره على محورين أيضًا: إمّا المنع، وذلك إن كان لزيادة جمال من لا جمال له، وذلك لأن يُعدّ من طُرُق الحيل والخِدع التي تقع بالمرء، وإمّا أن يكون حُكمه الجواز؛ إذا قُصد به معالجة ضرر ما.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم برد الاسنان ، وما هي الأدلة الشرعيّة التي تدُلّ على جواز البرد أو منعه، وما العلّة مع منع استخدام برد الأسنان، وما هو وشر الأسنان، وما حكمه، وما هي المحاور التي يدور عليها هذا الحكم الشرعيّ، وما حكم تقويم الأسنان، وتركيبها.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , حكم برد الاسنان , 14/3/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *