حكم تجصيص القبور

حكم تجصيص القبور هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من تسليط الضوء عليها وبيانها، فإنَّ الشريعة الإسلامية وضَّحت آداب دفن الموتى، وكيفية ذلك، بالإضافة إلى ذكر الآداب التي يجب مُراعاتها عند بناء القبر، وبعد دفن الميت فيه، كما بيَّنت الأمور التي لا يجوز فعلها عند القبور أو الهيئات التي لا يجب أن يُبنى عليها القبر، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر حكم تجصيص القبور، كما سنذكر حكم وضع الزهور على القبر.

معنى تجصيص القبور

تجصيص القبور هي عملية إحاطة القبر بوضع الجبس أو الأسمنت أو ما شابهه من المواد على القبر بعد دفن الميت، وبناء القبر بهذه المواد ورفعها بشكل مبالغ فيه، ويدخل في مدخل تجصيص القبور أيضًا وضع الزينة من القباب أو الأشكال والزخارف الهندسية على القبر، والبناء فوق القبر بالأسمنت أو غيره، وكذلك الكتابة فوق القبور عن طريق مواد مُعينَّة وكتابة آيات من القرآن الكريم وغير ذلك.[1]

حكم تجصيص القبور

إنَّ حكم تجصيص القبور هو مُحرَّم وغير جائز ومنهي عنه في الشريعة الإسلامية، فقد ورد في الأحاديث الشريفة عن جابر -رضي الله عنه- أنَّه قال: “نهى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يُجصَّصَ القبرُ، وأن يُقعَدَ عليه، وأن يُبنَى عليه“[2]، حيث أنَّ تجصيص القبور هو أمر فيه دلالة على ترف الدنيا ونعيمها الذي لا يُفيد الميت بأي شيء، والذي قد يُدخل الناي في مدخل الشرك وذلك بسبب تعظيم القبور وتعظيم هيئتها وبنائها، مما قد يُؤدي إلى تعبّد الناس لغير الله تعالى، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة زيارة القبور

حالات جواز تجصيص القبور

إنَّ حكم تجصيص القبور هو أمرٌ اختلف فيه أهل العلم فمنهم من ذهب إلى كراهته ومنهم من ذهب إلى تحريمه، وإنَّ ارتفاع القبر في الإسلام لا يجوز أن يرتفع أكثر من مقدار شبر فوق الأرض، ولا يجوز أن يُجصص بوضع الأسمنت فوقه إلَّا في حالات الضرورة الشديدة والاستثناء الذي ليس له حلٌ آخر، وذلك كأن يُجصص القبر لحمايته من السباع، مع مُراعاة عدم وجود أي مظهر من مظاهر المُبالغة والمغالاة في البناء، ومن الجدير بالذكر أنَّه إذا وجدت القدرة على حماية القبر دون تجصيصه كأن يزيد عمق القبر ويُحكم وضع التراب عليه فإنَّه يجب الاستغناء عن التجصيص، والله أعلم.[4]

حكم وضع رخام على القبر

يختلف حكم وضع الرخام على القبر باختلاف القصد من ذلك، فإن كان وضع الرخام على القبر بهدف الزينة والتجميل للقبر فإنَّ ذلك غير جائز ومنهي عنه في الشريعة الإسلامية، أمَّا إذا كان وضع الرخام فوق القبر بهدف الاستدلال عليه أو صيانته فلا بأس في ذلك، حيث أنَّه يجوز وضع حجر أو ما شابهه فوق القبر بهدف الاستدلال على مكانه وتعليمه عن غيره من القبور، والله أعلم.[5]

هل يجوز وضع الزهور على القبر

إنَّ وضع الزهور فوق القبور هو أحد مواضع الخلاف، وقد ذهب الكثير من أهل العلم إلى القول بعدم جواز وضع الزهور والأغصان على القبر لأنَّ في ذلك هدر للمال وإسراف بغير فائدة، وإنَّ التبرع بهذا المال للميت هو أفضل وأحسن له، كما إنَّ رش القبور بالماء هو أمرٌ لا أساس له في الشريعة الإسلامية، فإذا كان رش القبور بالماء بهدف تثبيت التربة وجعلها مُتماسكة فإنَّه أمرٌ لا بأس فيه، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: حكم رش القبر بالماء .. وآداب زيارة القبور

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن لنا أحد الاحكام الشرعية المُهمة في الإسلام وهو حكم تجصيص القبور، كما عرَّف بمعنى كلمة تجصيص القبور، وذكر حالات جواز تجصيص القبر، بالإضافة إلى ذكر حكم وضع الرخام فوق القبر، وحكم وضع الزهور على القبر.