حكم عدم ذبح الاضحية

حكم عدم ذبح الاضحية

حكم عدم ذبح الاضحية الأفضل للمضحي أن يقوم بذبح الأضحية بنفسه كما قام بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الأضحية من الشعائر العظيمة والقربات الهامة التي يتقرّب بها العبد إلى ربه، فما هو حكم عدم ذبح المضحي للأضحية بنفسه، هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي عبر موقع محتويات.

تعريف الأضحية وحكمها

الأضحية: هي كل ما يُذبح من بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم، بهدف التقرّب إلى الله تعالى وكسب رضاه، والأضحية يجب أن تكون في البلد الذي يقيم فيه المُضحي، ووقتها من بعد صلاة عيد الأضحى إلى آخر يوم من أيام التشريق بنية الأضحية، قال تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلِموا سورة}[1]، وقد فسّر العلماء المنسك بالأضحية، وهي شريعة خاصة بالدين الإسلامي دون الديانات الأخرى، وحكم الأضحية: أنها سنّة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بحسب قول أكثر أهل العلم ومنهم الشافعي، ومالك، وأحمد وغيرهم، وقال آخرون بوجوبها ومنهم الأوزاعي، والليث، وأبو حنيفة، والأصل في الأضحية أنها مطلوبة من الحي عن نفسه وأهل بيته، فيجزئ أن يذبح الأب أضحية عن أخل بيته من زوجته وأولاده الذين يقطنون معه في نفس البيت، وأما الأولاد المستقلون، فيجب على كل واحد منهم أضحية، والأضحية سنّة تتكرر في كل عام، فلا تجزئ سنة من السنوات عن باقي السنوات الأخرى، فالتضحية تكون كل عام، وقد اتفق العلماء على أن ذبح الأضحية والتصدّق بلحمها أفضل من التصدّق بقيمتها، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحّى ولا يفعل النبي إلا الأفضل والأحسن، وتكفي الشاة الواحدة عن المضحّي وأهل بيته وأولاده، والمنصوص عليه من الأضاحي الإبل والبقر والضأن، وقال بعض العلماء بأن أفضل الأضاحي هي الإبل ثم البقرة ثم الضأن، والبقرة والإبل تكفي عن سبعة أشخاص يشتركون بها.[1]

اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح الاضحية قبل صلاة العيد

حكم عدم ذبح الأضحية

من الأفضل أن يقوم المُضحّي بذبح الأضحية بنفسه، فإن لم يستطع أو لم يكن يريد ذلك، فيجوز أن يوكل غيره، ويشهد هو نفسه ذبحها، فإن لم يستطع أو م يريد أن يشهد تضحيتها، فيجوز له أن يغيب عن الحضور للتضحية، فالتوكيل في ذبح الأضاحي هو جائز شرعًا بلا أي خلاف بين العلماء المسلمين، وحضور ذبح الأضحية مستحب وليس واجباً، قال ابن قدامة: “وإذا ذبح الأضحية بنفسه فهو أفضل من توكيل غيره بذبحها، وكان هذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- حين ضحّى، حيث ذبحها بيده، وسمّى، وكبّر، ووضع رجله على جسدها، ثم نحرها”، فإذا قام المسلم بتوكيل غيره لذبح الأضحية فيجوز، لأن النبي أيضًا وكّل من يذبح له باقي الذبائح التي ذبحها عن أمته قبل وفاته، وإذا لم يستطع ذبحها، فليكن حاضرًا على ذبحها على أقل تقدير.[2]

اقرأ أيضًا: شروط المضحي من الرجال إسلام ويب

حكم الأضحية عن الميت

الميت لا تجب عنه الأضحية عند أغلب أهل العلم إذا لم يوصِ بها أو ينذرها قبل وفاته، ولكن يصح أن يذبح المسلم أضحية مستقلة بنية، ويشرك في ثوابها الأحياء والأموات كأن يشرك في ثوابها أبيه المتوفى مثلاً مع إشراك والدتك الحيّة في الثواب، ولا يشترط أن يفرد لكل ميت أضحية مستقلة، وقد اختلف العلماء في صحة الأضحية لو ذُبحت عن الميت بغير وصية فيما هل تصح أم لا على ثلاثة أقوال هي: [3]

قول الحنفيّة والحنابلة

الأضحية تصح عن الميت، ويصله ثوابها، واستندوا برأيهم هذا ما رواه أبو داوود والترمذي في سننهما، وأحمد في المسند والبيهقي والحاكم، إن عليًا -رضي الله عنه- كان يُضحّي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بكبشين، وقال إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من أمره بذلك.

قول الشافعيّة

قال أصحاب هذا المذهب: أن الأضحية لا تصح عن الميت إلا إذا أوصى بها الميت قبل موته، وقال الإمام النووي في ذلك: “ولا تضحية عن الغير بغير إذنه، ولا عن الميت إلا إذا أوصى بها”.

قول المالكيّة

قال المالكيّة: بكراهة التضحية عن الميت، وقال الإمام أحمد في ذلك: “لا يستحب التضحية عن الأهل المتوفين، والسبب في ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرد عنه ولا عن أحد من صحابته رضوان الله عليهم أنهم قاموا بالتضحية عن أحد من الأموات، فإن المقصود بالذبح عن الميت غالبًا التفاخر والتباهي”.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة

على مَن تجب الأضحية؟

فالأضحية إنما تجب على المسلم المقتدر لها، وتسقط عن غير المقتدر عليها، فالأضحية سنة مع القدرة عليها، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُضحي بكبشين كبيرين، وكان الصحابة رضوان الله عليهم يضحّون في حياته وبعد مماته، وكذلك كان المسلمون من بعدهم يفعلون، فكل إنسان لا يجد ثمن الأضحية تسقط عنه إلى أن يكون مقتدرًا عليها عندها تجب عليه، لأن حكم الأضحية أنها سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يؤثم تاركها ويثاب فاعلها، ويمكن للإنسان أن يقترض لأجل أن يشتري الأضحية، هذا إن كان قادرًا على تسديد ثمنها في الوقت المحدد، وأما إن كان غير قادر على تسديد الثمن فلا يجب عليه الاستدانة لشراء الأضحية.[4]

اقرأ أيضًا: محظورات المضحي غير الحاج

الأمور التي يجب توافرها في الأضحية

هناك عدد من الشروط التي يجب أن تتوافر في الأضحية وهي الآتي:[5]

  • أن تكون الأضحية ملكًا للمضحّي، وغير متعلّق بها حق غيره، فلا تصح الأضحية بما لا يملكه الشخص كالمغصوب والمسروق وغير ذلك.
  • أن تكون من الجنس الذي حدده المشرّع، وهو الإبل والبقر والغنم من الضأن والماعز والخراف.
  • بلوغ السن المحددة شرعًا، بأن يكون ثنيًا إذا كان من الإبل: والثني من الإبل ما أتم خمسة أعوام، والثني من البقر: الثني من البقر ما أتمّ حَولين، أو الماعز، والثني من الماعز ما أتم حولاً كاملاً، وجذعًا إذا كان من الضأن: والجذع من الضأن: ما أتم ستة أشهر، ودخل في السابع.
  • السلامة من العيوب، فالأضحية يجب أن تكون خالية من بعض العيوب، والعيوب التي يجب أن تخلو منها الأضحية هي: العوراء التي واضح عورها، والمريضة الواضح عليها المرض، والعرجاء، والكسيرة أي المكسورة قدمها، وأيضًا من العيوب التي تمنع تزكية الأضحية هي: العمياء التي لا ترى بعينها، والأضحية العاجزة عن المشي لوجود عاهة تعيقها، ومقطوعة القدمين أو الرجلين، وما أصابها موت: والمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع.

اقرأ أيضًا: ما هي طريقة توزيع لحم الاضحيه وشروطها

شروط ذبح الأضحية

هناك عدد من الشروط التي يجب أن يلتزم بها المضحّي، وهذه الشروط هي:[6]

  • أن يكون المذكّي عاقلاً بالغًا، فلا يحل ذكاة المجنون أو السكران أو الصغير الغير مميز أو الكبير الذي ذهب عقله.
  • أن يكون المُذكي مسلمًا أو كتابيًا: وهو من ينتمي إلى اليهود أو النصارى، فالمسلم يحلّ ما ذبحه، سواءً كان ذكرًا أم أنثى عدلاً أم فاسقًا طاهرًا أم محدثًا، وأما الكتابي: فيحل ما ذبحه سواءً كان أبوه وأمه كتابيين أم لا.
  • أن يقصد الذّبح، والذبح فعل خاص يحتاج إلى نيّة، فإن لم يقصد التذكية، لم تحلّ الذبيحة، مثل أن تهجم عليه بهيمة، فيذبحها بقصد الدفاع عن النفس، وهذا لا يعتبر أضحية.
  • أن لا يكون الذبح لغير الله تعالى، فإن كان لغير الله لم تحل الذبيحة، كمن يذبح الأضحية تعظيمًا لصنم أو قبر أو ملك ونحو ذلك.
  • التسمية على الأضحية، أن لا يُسمّى على الأضحية غير اسم الله تعالى، مثل أن يقول: باسم النبي، أو باسم جبريل، أو غيره، فإن ذكر اسم أحد غير الله تعالى فلم تصحّ الأضحية.
  • أن تكون التضحية بشيء حاد، سواءً كان من زجاج أو حديد أو حجر أو غيره من الأنواع الأخرى، وأن يخرج دم الأضحية بعد الذبح مباشرة بالأداة الحادة، وفي الصحيحين أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى الغنم، فرأت شاة تردي أن تموت، فقامت بذبحها بحجر، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بأكلها.
  • جريان الدم عند التذكية، وإذا كان الحيوان غير مقدور عليها مثلاً إذا كان شاردًا أو واقعًا في بئر أو مغارة، فيكفي إنزال الدم من أي جزء من بدنه، والأفضل أن يبحث عن ما كان أسرع إزهاقًا لروحه؛ لأنه أريح للحيوان وأقل عذابًا.
  • أن يكون المذكي مأذونًا في ذكاته شرعًا، فإذا لم يكن مأذونًا بذكاته، فلا يجوز له التذكية، ولا تصح منه الأضحية.

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم عدم ذبح الأضحية من الأفضل أن يقوم المُضحّي بذبح الأضحية بنفسه، فإن لم يستطع أو لم يكن يريد ذلك، فيجوز أن يوكل غيره، ويشهد هو نفسه ذبحها، وتعرفنا على مَن تجب الأضحية؟، وشروط الأضحية، وشروط ذبح الأضحية، والأمور التي يجب توافرها في الأضحية، وحكم الأضحية عن الميت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *