حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام

حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام

حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من بيانها وتسليط الضوء عليها، فإنّ صيام شهر رمضان الكريم هو من الفرائض الأساسية في الإسلام، وهو أحد أركان الإسلام الخمس التي يقوم عليها، كما أن الإفطار في هذا الشهر لا يجوز إلا عند وجود رخصة شرعية، ويتوجب على من أفطر القضاء، لذا يهتم موقع محتويات بذكر حكم تأخير القضاء لعدة أعوام، وما هي كفارة تأجيل صيام القضاء.

حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام

يُقسم حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام إلى قسمين وهما كما يلي:[1]

  • ترك صيام القضاء لعذر: لا حرج على من ترك صيام القضاء لعذر أو سبب كأن يكون لديه مرض يمنعه من القضاء قبل دخول رمضان الذي يليه، وليس على من ترك صيام قضاء رمضان عدة أعوام لعذر إلا القضاء عند زوال العذر دون دفع أي كفارة.
  • ترك صيام القضاء بدون عذر: إنَّ التكاسل عن أداء صيام القضاء هو ذنب يتوجب على العبد التوبة منه، كما يجب على من ترك قضاء رمضان عدّة أعوام أن يقوم بأداء هذا الصيام وقضائه ودفع كفارة عن كل يوم إفطار.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار للمسافر بعد وصوله

تاخير قضاء رمضان لعدة سنوات عند المالكية

ذهب المالكية إلى القول بأنَّه يجب على من أخَّر صيام القضاء لعذر كأن يكون مُسافرًا أو مريضًا، فيدخل رمضان الذي يليه دون زوال عذره القضاء فقط، وليس عليه كفارة لوجود هذا العذر، أمَّا من فرَّط في صيام القضاء لغير عذر تهاونًا بذلك فقد وجب عليه القضاء بالإضافة إلى دفع الكفارة الصغرى، وهي إطعام مُسكين عن كل يوم إفطار، وقد ورد ذلك في جميع كتب المالكية بما في ذلك المدونة الكبرى حيث ورد فيها: “ومَن فرَّطَ في قضاء رمضان حتى دخَلَ عليه رمضان آخرُ، وقد أمكنه القضاءُ قبله، فقد لزمه كفارة التفريط مُدًّا لكلِّ يومٍ إلَّا أَنْ يَكُونَ كَانَ مَرِيضًا حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ آخَرُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ مِنْ الطَّعَامِ، وَإِنْ كَانَ مُسَافِرًا حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ آخَرُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ أَيْضًا إلَّا قَضَاءُ رَمَضَانَ الَّذِي أَفْطَرَهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُفَرِّطْ“، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم من لم يقضي صيام رمضان

ما حكم المرأة التي لا تصوم دينها

إنَّ صوم رمضان المبارك فهو فرض وواجب على كُل مُسلم، ولا يجب الإفطار فيه إلا عند وجود رخص شرعية، وإنَّ فترة الحيض أو النفاس هي من الفترات التي لا يجوز للمرأة الصيام فيها، كما رُخّص للمرأة الإفطار في رمضان في حال كان الصيام يُؤثر في صحتها أو صحة طفلها في فترة الحمل أو الإرضاع، إلا أنَّ هذه الرخص الشرعية التي منحها الله تعالى للمرأة توجب عليها القضاء في أيام أُخر من غير شهر رمضان المبارك، ولا يجوز لها تجاهل أو عدم قضاء هذه الأيام، وهي دين عليها يجب سداد عند قدرتها على ذلك، فإذا تركت ذلك عدّة أعوام بدون سبب وجب عليها الكفارة مع القضاء أيضًا، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الأكل بعد أذان الفجر في رمضان

كفارة تأخير صيام القضاء

إنّ كفارة تأخير صيام القضاء بدون عذر هي إطعام مسكين عن كل يوم إفطار بقدر مد، وقد ذهب الشافعية إلى القول بأنَّ الفدية تتكرر مع مرور الأعوام، أي يجب أن يدفعا عن كل عام تأخيراً إذا علم بُحرمة تأخير القضاء إلى حين دخول رمضان الذي يليه، كما قال الحنفية بعدم وجوب دفع الكفارة؛ لأنَّ قوله تعالى: “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”[3] يُشير إلى سعة الأمر، وليس فيه اشتراط بالقضاء قبل دخول رمضان الذي يليه، وقد ذهب آخرون من أهل العلم وهو الأرجح إلى القول بوجوب الكفارة عند التفريط بصيام القضاء مع عدم تضاعفها مع تضاعف الأعوام، والله أعلم.[4]

صيام القضاء لمن لا يستطيع الصيام

أكَّدت الشريعة الإسلامية على أنَّه لا حرج على من أفطر في رمضان، فلم يستطع القضاء لعذر، وإنَّ ذلك لا يُلزمه بسوى القضاء، فإذا عجز عن القضاء بسبب مرض أو عجز، وبيّن له مصدر طبي موثوق أنّ الصيام قد يُلحق الأذى والضرر على جسده وصحته، فإنَّه ليس عليه القضاء، ويكتفي بدفع الكفارة فقط، فإذا عجز عن دفع الكفارة أيضًا؛ بسبب عدم توفر المال اللازم لذلك، فإنَّ الفدية تسقط عن الإنسان، فإنّ الله تعالى لا يُكلف النفس إلا وسعها، والله أعلم.[5]

هكذا؛ يكون قد تم التعرف على حكم من ترك قضاء رمضان عدة أعوام والذي ذكر أيضًا حكم المرأة التي لا تصوم دينها، وما هي كفارة تأخير صيام القضاء.

أسئلة شائعة

  • هل يجب تعويض ايام الحيض؟

    نعم؛ حيث يجب على كافة النساء أن تقوم بقضاء الحيض وأيام النفاس، التي أفطرتها في شهر رمضان.

  • اذا لم استطع صيام القضاء ماذا افعل؟

    يمكن دفع الفدية عن كل صيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *