صحة شهر رجب سماه النبي والصحابة الشهر الأصب

شهر رجب سماه النبي والصحابة الشهر الأصب وله أسماء أخرى، وشهر رجب هو هو السابع من السنة القمرية، وهذا الشهر من الأشهر الحُرم، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف إلى سبب تسمية شهر رجب بالشهر الأصب.

شهر رجب سماه النبي والصحابة الشهر الأصب

صحة شهر رجب سماه النبي والصحابة الشهر الأصب لم يرد حديث نبوي صحيح عن النبي صلى الله عليه ولا أصحابه بأنهم أطلقوا على شهر رجب اسم الأصب، والأصبّ لقب أطلقه عليه العرب في الجاهليّة ومعنى الأصب أي الشهر الذي يُصبّ به الله تعالى الخير والبركة على عباده صبًا، وسمّت العرب شهر رجب بالشهر الأصم أيضًا لأنه لا يُسمع فيه صوت سلاح ولا حركة قتال، ولا صوت مُستغيث، لأنه من الأشهر الحُرُم، وقال الجوهري في الصحاح: “وكان الجاهليون يسمون شهر رجب بالشهر الأصم، قال الخليل، لأنه لا يُسمع فيه صوت مستغيث، ولا حركة قتال، ولا قعقعة سلاح”، وقال المناوي في شرح الجامع الصغير: “رجب يُقال له الأصم، لأنهم كان يكفون فيه عن القتال، فلا يُسمع فيه صوت سلاح”، وأما سبب تسمية شهر رجب بالرجم، لأن الشياطين تُرجم فيه.[1]

شاهد أيضًا: ما هي بدع شهر رجب المنتشرة بين الناس

خصائص شهر رجب

من أبرز الخصائص التي يمتاز بها شهر رجب عن باقي الأشهر هي:[2]

• شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم، وكلمة رجب جاءت من الرجوب أي بمعنى التعظيم.
• شهر رجب حصلت به حادثة الإسراء والمعراج، وهي المعجزة العظمى للنبي محمد، وفيها تكريم وتثبيت قلبه
• شهر رجب هو أحد الأشهر العربيّة الإسلاميّة الهجريّة القمريّة.
• معنى رجب هو من الترجيب بمعنى التعظيم، والسبب يعود لما لهذا الشهر من تعظيم وتوقير في نفوس الناس.
• سمّي رجب، ب “رجب الحرام”، وذلك لأنه أحد الأشهر الحُرم الأربعة، وهي الأشهر التي يحرّم فيها القتال.
• يسمّى شهر رجب ب “رجب الفرد”، لأنه منفرد عن الشهور الثلاثة الباقية من الأشهر الحُرم الأربعة، لأن ذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرّم تأتي متتابعة، ولكن رجب يأتي بعد ذلك بخمسة شهور.
• يسمّى رجب “رجب مضر”، وقد أضيف هذا الشهر إلى مضر، لأن قبيلة مضر كانت تعظّم هذا الشهر، وتصون حرمته.

شاهد أيضًا: اجمل صور عن شهر رجب جديدة ومميزة

الصحيح في فضل شهر رجب

وردت الكثير من الأحاديث التي تبيّةن فضل شهر رجب فضلاً كبيرًا وعظيمًا، ولكن لم يصح من هذه الأحاديث سوى القليل، لذا يجب تحرّي الأحاديث التي تنسب إلى هذا الشهر العظيم، وعدم نسبة أي أمر للنبي صلى الله عليه وسلم لم يقله، ولم يصح في شهر رجب شيء إلا أنه من الأشهر الحُرُم، التي ذكرها الله تعالى في كتابه في سورة التوبة، وهي شهر رجب، و ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرّم، وهي أشهر مفضّلة ومميزة، ولم ترد أحاديث صحيحة تخص شهر رجب بالفضل سوى حديث واحد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر ما يصوم في شعبان، فلما سُئل عن ذلك قال: إنه شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهذا الحديث يُفهم منه أن رجب له فضل، وأما حديث “رجب شهر الله، وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي” فهو مكذوب وموضوع ولا يؤخذ به، وغيره الكثير من الأحاديث الأخرى عن شهر رجب، ويمكن الرجوع لموقع “الدرر السنية” لتمييز الحديث الحيح من المكذوب، ويمكن الرجوع أيضًا لبعض الكتب منها: “المقاصد الحسنة” للسخاوي، “تمييز الطيب من الخبيث لما يدور على ألسنة الناس من الحديث” لابن الديبع، “كشف الخفا والإلباس فيما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس” للعجلوني، وغرها الكثير من المصادر الصحيحة والموثوقة.[3]

شاهد أيضًا: دعاء دخول شهر ذو الحجه أفضل أدعية العشر الأوائل من ذي الحجة

أسماء شهر رجب

قال العلماء رجب في لغة العرب جمعه أرجاب، ورجبانات، وأرجبة، وأما أبرز أسماء الشهر فهي:[4]

• رجب، لأنه كان ير جب في الجاهليّة أي يُعظم.
• الأصم، لأنهم لا يسمعون فيه صوت سلاح.
• الأصب، لأن الرحمة تصب فيه.
• رجم، لأن الشياطين ترجم فيه.
• الشهر الحرام.
• الحرم، لأن حرمته قديمة.
• المقيم، لأن حرمته ثابتة.
• المعلى، لأنه رفيع عندهم.
• الفرد، وهذا اسم شرعي له.
• منصل الأسنّة.
• مفصل الآل، أيّ الجواب.
• منزل الأسنة.
• شهر العتيرة، لأنهم كانوا يذبحون فيه.
• المبري.
• شهر الله.
• المعشعش.

أبرز الأحاديث الموضوعة والضعيفة في شهر رجب

هناك 11 حديثًا ضعيفًا عن شهر رجب، وأما الأحاديث الموضوعة فهي 21، وبياناها كالآتي:[5]

• “إن في الجنة نهرًا يقال له رجب”، حديث ضعيف.
• “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”، حديث ضعيف.
• “لم يصم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رمضان إلا رجب وشعبان” حديث ضعيف.
• “رجب شهر الله، وشعبان شهري، ومن صام يومين …، ومن صام ثلاثة…”، حديث موضوع.
• “من صام من رجب إيمانا واحتساباً… ومن صام يومين… ومن صام ثلاثة… إلخ” حديث موضوع.
•  “فضل رجب على سائر الشهور…. إلخ…” حديث موضوع.
• “رجب شهر الله ويدعى الأصم …” موضوع.
• “من فرج عن مؤمن كربة في رجب… إلخ” حديث موضوع.
• “إن أيام رجب مكتوبة على أبواب السماء السادسة …إلاخ” في إسناده كذاب.
• “حديث”صلاة أول ليلة من رجب” موضوع.
• “صيام يوم رجب مع صلاة أربع ركعات فيه على كيفية معينة في القراءة ..” حديث موضوع.
• “من صلى ليلة السابع والعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة .. إلخ” حديث موضوع.
• “من صلى ليلة النصف من رجب أربعة عشرة ركعة.. إلخ” حديث موضوع.
• “بعثت نبيًا في السابع والعشرين من رجب…إلخ” حديث موضوع.
• أحاديث كثير عن فضل صيام شهر رجب كلها موضوعة.

سبب تسمية شهر رجب

قال ابن فارس: رجب الراء والجيم والباء أصل يدل على دعم شيء بشيء وتقويته، ومن هذا الباب، قيل رجبت الشيء أيّ عظّمته، فسمي رجبًا لأنهم كانوا يعظمونه، وقد عظّمته الشريعة أيضًا، وكان الجاهليون يسمّون رجب منصّل الأسنة كما جاء عن ابن رجاء العطاردي: فإذا دخل شهر رجب قنا منصّل الأسنة، فلا ندع رمحًا ولا حديدة ولا سهمًا إلا نزعناه وألقيناه في شهر رجب”، وقال البيهقي: “كان الجاهليون يعظّمون هذه الأشهر الحُرم وخاصة شهر رجب فكانوا لا يقاتلون فيه”.[6]

شاهد أيضًا: افضل صيام بعد رمضان شهر المحرم صحة الحديث

العُمرة في شهر رجب

دلت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي لم يعتمر في رجب أبدًا في حديث طويل أنكرت فيه السيدة عائشة أم المؤمنين أن النبي صلى الله عليه اعتمر في رجب كما كان يُشاع، وكان يسمع ابن عمر فما قال لا ولا نعم، لذا فمن البدع تخصيص رجب بالعمرة، واعتقاد أن العمرة في رجب فيها فضل معين، فلم يرد في ذلك نص أبدًا، ولم يثبت عن النبي أنه اعتمر في رجب.[7]

الصوم في شهر رجب

لم يصح في فضل الصوم في رجب أو صوم شيء معين منه أي حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، وإنما يشرع في رجب مثلما يُشرع في غيره من الشهور، من صيام الإثنين والخميس، والأيام البيض، وصيام يوم وإفطار يوم وغيرها من النوافل، وكان عمر رضي الله عنه ينهى عن صيام شهر رجب، لما فيه من تشبّه في العادات الجاهليّة، ولم يصم النبي رجب وشعبان ورمضان بشكل متتابع كما يفعله بعض الناس، ولا صام النبي رجب أبدًا، ولا استحب صيامه.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز المباركة بشهر رجب وحكم صيام شهر رجب كاملا

في نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا إلى شهر رجب سماه النبي والصحابة الشهر الأصب ، لأن الخير يصب في صبًا، وسمي أيضًا بالأصم والكثير من التسميات الأخرى، وتعرفنا إلى فضائل شهر رجب، وما هو صحيح عن شهر رجب من عمرة وصوم وغير ذلك.