ما علاج من وقع في الشرك الخفي

ما علاج من وقع في الشرك الخفي سؤالٌ يطرحه العنوان الرئيس في هذا المقال، لكن قبل ذلك لا بدّ من بيان ماهيّة الشرك الخفي، وكما هو معروفٌ بأنّ الشرك الخفي هو من المصطلحات الإسلاميّة التي تشير إلى القصد في المقاصد والنوايا، وكان رسول الله -صلّى الله عليه- وسلّم- يخشاه على صحابته رضوان الله عليهم أجمعين.[1]

تعريف الشرك الخفي

إنّ الخوض في علاج من وقع في الشرك الخفي يقتضي وجوبًا التعريف بهذا النوع من أنواع الشرك، فالشرك الخفي في المفهوم الإسلاميّ هو ما يكون من الشرك ولا يعلم به إلّا الخالق سبحانه وتعالى، فيخرج من المشرك شركًا قوليً أو فعليًّا، والشرك الخفيّ له نوعين اثنين، وهما الشرك الأصغر والشرك الأكبر على حسب قاصده، وسبب تسميته بالشرك الخفي لأنّ من يقع فيه يخفي ذلك ويظهر عكس ما يخفيه.[1]

الشرك الخفي الأكبر

والشرك الأكبر الخفي هو نوعٌ من أنواع الشرك الذي يشتمل على نفاق القلوب، ويقوم أصحاب هذا النوع من الشرك بإخفاء ما كان داخلهم من الكفر والضلال وتكذيب الخالق سبحانه ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، كما يعتقدون أنّ ما نزل على النبيّ هو باطل، وهو ما يطلق عليه الشرك الخفي الأكبر.[2]

الشرك الخفي الأصغر

وكذلك الشرك الأصغر فهو نوعٌ من أنواع الشرك الخفي، ولكن على خلاف الشرك الأكبر فإنّ الشرك الأصغر الخفيّ يقوم على الرياء، ويستوطن هذا النوع في القلوب.[2]

ما علاج من وقع في الشرك الخفي

فسّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الشرك الخفيّ على أنّه من أنواع الشرك الأصغر، وهو ما جاء في الحديث جيّد الإسناد عن محمود بن لبيد الأنصاري قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ أخوفَ ما أخافُ علَيكم الشِّركُ الأصغرُ قالوا : وما الشِّركُ الأصغرُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : الرِّياءُ ، يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إذا جزَى النَّاسَ بأعمالِهِمِ : اذهبوا إلى الَّذينَ كنتُمْ تُراءونَ في الدُّنيا فانظروا هل تجدونَ عندَهُم جزاءً”،[3] وقد يجول في خاطر المرء تساؤلاتٍ منها: ما علاج من وقع في الشرك الخفي ؟ والحريّ بالقول أنّ علاج من وقع في الشرك الخفي يكون فيما يأتي:[4]

• أن يكثر المرء من الدعاء، وخاصّةً ما أخبر به النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه ليتقوا الشرك: “يا أيها الناسُ! اتَّقوا هذا الشِّركَ؛ فإنه أخفى من دبيبِ النَّمل. فقال له من شاء اللهُ أن يقولَ: وكيف نتَّقِيه وهو أخفى من دبيبِ النَّملِ يا رسولَ اللهِ! قال: قولوا: اللهم إنا نعوذُ بك من أن نُشرِكَ بك شيئًا نعلَمُه، و نستغفرُك لما لا نعلمُه“.[5]
• كما يجب على المسلم أن يشعر بقبح الشرك مهما كان صغيراً.
• وكذلك عليه أن ينقص من ثواب العمل الذي يخالطه الشرك ويحبطه.
• وأنّه على المرء أن يعلم بكونه سيسقط من عيون الناس إذا كان مرائيًا.

ما الفرق بين الشرك الخفي والشرك الأصغر

إنّ الشرك الخفي كما سلف ذكره من المقال هو ما يكون داخل القلب ولا يعلمه إلا الخالق سبحانه وتعالى، وهو يكون على نوعين اثنين: إما أكبر أو أصغر، كأن يشرك المرء أحداً من الخلق مع الخالق جلّ في علاه ويعتقد بأنّه مساوٍ له في الحقوق فهو شركٌ أكبر، وأمّا إن كان رياءً للعباد فهو شركٌ خفيٌّ أصغر، وأمّا الشرك الأصغر فهو ما كان دون الشرك الأكبر، كأن يحلف المرء بغير الله لتعظيم من يحلف به، وقد جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الصحيح: “لا تحلفْ بأبيك ولا بغيرِ اللهِ فإنه من حلفَ بغيرِ اللهِ فقد أَشركَ”،[6] ومن المعلوم أنّ الحلف بغير الله هو محرّمٌ في شريعة الإسلام.[7]

الشرك الأكبر

أمّا عن الشرك الأكبر العلنيّ فحقيقته ومفهومه يكمنان في أن يضرع المرء بعباداتٍ لغير خالق السماوات والأرض، كأن يقيم صلاةً أو نذرًا، أو أن يقوم بالاستغاثة بغير الله في ضرٍ قد أصابه ولا يكشفه عنه إلّا الله وحده، وهو ما ورد في مواطن عديدة من القرآن الكريم:[8]

• سورة الشعراء: قال تعالى: {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ*إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.[9]
• سورة البقرة: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}.[10]

ما علاج من وقع في الشرك الخفي مقالٌ تحدّثنا فيه عن الشرك في الشريعة الإسلامية ومفهوم الشرك الخفي، بالإضافة إلى الحديث عن أنواع الشرك الخفي، والفرق بين الشرك الخفي والشرك الأصغر، وأخيراً تمّ ذكر مفهوم الشرك الأكبر.