كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار

كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار
كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار

كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ إبراهيم عليه السلام ولد في بابل التي كانت تعتبر أرض الكلدانيين، وكان الكلدانيون يعبدون الأصنام، وكان كل أهل الأرض كفارًا، باستثناء إبراهيم وامرأته وابن أخيه لوط لذلك بدأ إبراهيم دعوته للتوحيد مع والده عازار الذي كان مشركًا يعبد الأصنام فدعاه إلى الله – تعالى – وكان لطيفًا معه في الحوار، وفيما يأتي بيان العديد من المعلومات المتعلقة بقصته.

إبراهيم عليه السلام

هو “إبراهيم بن تارخ بن ناخور بن سروج بن أرغو بن فلغ بن غابر بن شلك بن قينان بن أرفاخشاد بن سام بن نوح عليه السلام” اختار الله النبي إبراهيم عليه السلام بالنبوة، فأرسله ليهدي قومه ويخرجهم من النور إلى الظلمة، ويأمرهم بالتخلي عن عبادة الأصنام وعبادة الله وحده لا شريك له، إبراهيم – عليه السلام – من أكمل أهل التوحيد، وهو من رسل الهمم ومن أصحاب التجارب والضيقات المتعلقة بنعجزات الله تعالى في الدنيا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد -عليهم صلوات الله-.

وإن الله تعالى كلفه بقيادة الناس، وهي مهمة شاقة وصعبة لا يستحقها إلا من يستحقها، ويصبر عليها، ووصف الله إبراهيم بأنه الأمة؛ والأمة هي من تجمع الصفات الحسنة، وترشد الناس، وتساعد الناس على فعل الخير ومن فضائله أيضا أن في صلاة المسلمين ركن مهم، وهو الصلاة الإبراهيمية فيمدحون عليه ويدعون له ومن صور الصلاة الإبراهيمية: “اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.

يشار إلى أن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – جده نبي الله إبراهيم – عليه السلام – في رحلة الإسراء والمعراج؛ حيث التقى به في السماء السابعة، وكان إبراهيم يستريح ظهره على بيت المعمور، وذلك من فضل الله تعالى له بعد أن اجتهد في بناء الكعبة المشرفة على الأرض فلما كرَّمه بزيارة بيت المعمور في الجنة، وفي هذا اللقاء أرسل إبراهيم – عليه السلام – إلى أمة محمد – صلى الله عليه وسلم -، ونصحها.

كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار

لا يوجد دليل معيّن في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يحدد مدة مكوث إبراهيم عليه السلام، وقد حكى القرآن الكريم قصة إبراهيم ويونس عليهما السلام مع قومهما، كما حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك في سنته، وهناك لا يوجد كتاب على وجه الأرض يحتوي على قصص الأنبياء السابقين، وموثق بما فيه، ويؤكد صحته إلا القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة المثبتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك: لا يوثق به، وقد امتدت أيدي التحريف إلى الكتب التي نزلت على الأمم قبلنا، ولم تعد موجودة مصدر موثوق، ولا يعتمدون على الأخبار والتاريخ فيها ولا سبيل لتحديد هذه الفترة بشكل قاطع إلا من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

وبما أنه لم يرد فيهم شيء في تحديد هذه المدة، فالواجب في مثل هذه الحالة هو التوقف، ونفوض العلم بذلك إلى الله تعالى، ونحن على يقين من أننا لو كان لنا الخير (في الدنيا أو الآخرة) في معرفة ذلك فترة كان الله سبحانه وتعالى أن يذكرها لنا، لأن القرآن لم يذكرها ولا سنة الرسول، فلا فائدة لنا في معرفتها، ويقال في هذا ومثله: العلم لا ينفع والجهل لا يضر.

والصحيح في هذا أنه يقال: ذكره الله تعالى وأخبروا أنهم باعوه بعدة دراهم لم يزن، ولم يحدد مقدار ذلك بالوزن أو العدد، ولم يضع دلالة عليه في كتاب أو خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ربما كانت عشرين، وربما كانت اثنتين وعشرين وكانت أربعين فأقل من ذلك فأكثر، ومهما كانت، فقد كانت معدودة وغير مرجحة، ولا علم بالمقدار من وزن تلك المنفعة التي تقع في دين، ولا جهلاً بإلحاق الضرر به، ومن غيره، فهي قضية تخصنا تكلفة معرفته.[1]

كم عدد الأيام التي قضاها سيدنا إبراهيم

نمرود هو أحد أكثر ملوك الأرض شرًا واستبدادًا كان يجبر الناس على عبادته وإعطائهم الطعام والشراب مقابل إدراكهم أنه ربهم، وعندما رفض إبراهيم عليه السلام طاعته ألقاه في النار، والوقت الذي قضاه في هذه النيران اختلف العلماء في تحديده، ولكن أغلب الأقوال على أنه ثلاثة أيام وليالي، ويقال إن نبي الله إبراهيم قضى هذه الفترة في عون الله ورعايته، إذ كان جبريل عليه السلام يجلب له كل ثمرات الجنة وطعامها، وأن الله حفظه وحماه من شر من حرائق نمرود.[2]

شاهد أيضًا: قصة النبي إبراهيم عليه السلام

نجاة سيدنا إبراهيم من النار

أمر الله تعالى أن تكون هذه النار بردًا وسلامًا معجزة عظيمة لا يستطيع البشر والجن القيام بها، لأن أمره بالبرد يعني أنه أزال من النار خاصية الحرق أو ذلك لقد أزال عن سيدنا إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – خاصية التأثر بالنار والاحتراق، ومن حفظه الله لرسوله أنه أتبع الأمر ببرد، ثم السلام والضرر، ولا في البحر ولا في البرد، لأنه إذا استمر البرد فقد يضره قال ابن عباس – رضي الله عنه – في هذا الصدد: لو كان الله قد أمر النار أن تكون باردة فقط، لكان إبراهيم قد هلك من شدة البرد لأنه إذا لم يتم تقييد هذا الأمر، لبقيت النار حتى يوم القيامة، مجردة من ممتلكات الاحتراق، ولن تحترق النار على الأرض

سبب إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار

دعا إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – والده وقومه إلى عبادة الله – تعالى – وحده وتركوا عبادة الأصنام، لكنهم تمسّكوا بما وجدوا آباءهم وأجدادهم عليه ولم يؤمنوا به، لذلك إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – أراد أن يعلمهم درسًا عمليًا أن آلهتهم لا تنفعهم ولا تضرهم، فقتل الآلهة وترك شيخهم ووضع فأسًا على ظهره، وعندما جاء الناس ورأوا ما رأوه فغضبوا كثيرا وجاءوا إلى إبراهيم مستنكرين ويسألون عن الجاني؛ الانتقام لآلهتهم.

وبذلك بعد أن دعا إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – والده إلى ترك عبادة الأوثان، وتوحيد عبادة الله، كما تبعه في دعوته له باحترام كبير ولطف وشفقة عليه، موضحًا له أن عبادته ما لا يسمعه ولا يراه لا ينفعه إلا أن والده أصر على البقاء على عبادة الأصنام، وعدم الرجوع عن ذلك، فترك إبراهيم – عليه السلام – وبدأ يدعو قومه لتوحيد الله واتركوا ما يعبدون من غيره ولم يستجيبوا له فدمر أصنامهم إلا واحدة منهم ليبيّنوا لهم أنه لا ضرر ولا نفع، فتقدموا إليه وألقوا به في النار العظيمة التي أشعلوها للتخلص منه ولكن بأمر الله تبارك وتعالى.[3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي تدفق الماء من بين أصابعه

قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود

تبنى إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – في حديثه مع الكفار أسلوب المناقشة على أساس المناقشة حيث ناظر نمرود هو ملك بابل، وكان مستبدًا متمردًا متسلطًا، وقد ورد نقاشه معه في سورة البقرة حيث قال تبارك وتعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.

استدل إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – على وجود الله من خلال الملاحظات التي تحيط به من الكون أجاب نمرود عن الموت والحياة أنه يمكنه إحضار رجلين حكم عليهما بالإعدام؛ فيقتل أحدهما، ويعفو عن الآخر، فقتل الأول وأحيى الثاني، وهذا خارج محل النقاش، إلا أن إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – أصابه بكدمات لما ضربه مثلا من الشمس التي تشرق من الشرق، وتحداه أن يأتي بها من الغرب إذا استطاع، لكن نمرود كان أضعف من ذلك، فذهل وسكت.

وقصص سيدنا إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – وردت في مجموعة من السور القرآنية الشريفة في سورة البقرة قصة بناءه للكعبة مع ابنه إسماعيل – عليهم السلام – وحججه مع نمرود الذي ادعى القدرة على إحياء الموتى، وقصته مع الطيور الأربعة عبادة الأصنام، وعبادة الله وحده، وفي كل من سورة المتينة ومريم والتوبة عدد من الآيات توضح حديثه مع والده، ودعائه له زوجته وابنه.[4]

شاهد أيضًا: قصة النبي يونس مختصرة

أجبنا في هذا المقال على سؤال كم لبث ابراهيم عليه السلام في النار كما بينا العديد من المعلومات المتعلقة بالنبي إبراهيم عليه السلام، فهو من أول الموحدين ولديه العديد من المعجزات الخاصة به.

المراجع

[1]عثمان بن محمد الخميس (2010)، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف الدولية، صفحة 117-133. بتصرّف13-08-2021
[2]عثمان بن محمد الخميس (2010)، فبهداهم اقتده (الطبعة الأولى)، الكويت: دار إيلاف الدولية، صفحة 117-133. بتصرّف13-08-2021
[3]ابن كثير (1968م)، قصص الأنبياء (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار التأليف، صفحة 187-189، جزء الأول. بتصرّف13-08-2021
[4]عبد الرحمن السعدي (2000)، تفسير السعدي: تيسير الكريم الرحمن (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 112. بتصرّف13-08-2021