من هو السامري في سورة طه وحال بني إسرائيل بعد غرق فرعون

من هو السامري في سورة طه وحال بني إسرائيل بعد غرق فرعون
من هو السامري في سورة طه

من هو السامري في سورة طه ؟ من المعلومات الدينيّة التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، وخاصّة المهتمّين بعلوم القرآن، والتفسير، والأحكام الشرعيّة، وقد ذُكر هذا الاسم في أكثر من سورةٍ من سُور القرآن الكريم، والقرآن الكريم مليئٌ بالكثير من القصص التي يُستقى منها الكثير من العظات والعبر، وفيما يلي سنتعرّف على من هو السامري، وفي أي قومٍ كان، وموقفه مع قومه.

حال بني إسرائيل بعد غرق فرعون

كان بنو إسرائيل تحت إمرة فرعون، وكان يقول لهم: أنا ربّكم الأعلى، ولم يستطعْ أن يقف أمامه أحدٌ، بل إنه كان يُذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، ولكنّ الله -عزّ وجلّ- أراد النّجاة لبني إسرائيل؛ فأرسل الله إليهم موسى بنور النبوّة، وهلك فرعون وجُنده بأن أغرقهم الله بعد أن مرّ موسى ومن معه من البحر، وبعد غرق فرعون أنعم الله على بني إسرائيل بنعمٍ أُخرى منها: إن الله -تعالى- قد واعد موسى أربعين ليلةً بأن يترك قومه؛ حتى يُكلّم الله-عزّ وجلّ-، واستخلف موسى أخيه هارون بعده على قومه، ولكن جاء رجلٌ وأضلّهم بعد سيدنا موسى[1]، وفي ذلك يقول الحقّ- سُبحانه-:” يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى….وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى ^ قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ^ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ”.[2]

من هو السامري في سورة طه

وردت الكثير من الأسماء التي تدُل على السّامريّ، فقد قيل: إنّه رجل من قوم موسى، أو من بني إسرائيل، وقال البعض: إنه يُدعى موسى بن ظفر، وقال البعض: إنه يُدعى ميخا، وبلدته تُسمّى كرمان، وهو الرجل الذي أضلّ قوم موسى بعد أن واعد موسى ربّه، وقد سأل موسى السامريّ عن السبب الذي جعله يفعل ذلك، فقال :”قال فما خطبك يا سامريّ”، فكان ردّ السامريّ على موسى أنه رأى شيئًا لم يره أحدٌ، وهو أن الإله الذي يدعو إليه موسى إلهًا لا يراه أحد، فكيف يعيدونه!، وهو كوّن فكرةً في أنه يريد أن يصنع إلهًا يراه الناس؛ لأن ذلك هو الذي اعتادوه؛ فصنع لهم عجلًا جيدًا له خوارٌ، وذلك لأن بني إسرائيل استعاروا حلى من الأقباط قبل الفرار من فرعون؛ فصنع منه العجل[3]، وفي ذلك يقول الله-عز وجل-:” فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ”.[4]

توبة من وقع في عبادة العجل

بعد أن نُسف العجل، ولقى السامريّ عقابه، كان لزامًا أن يُعاقب من انساقوا وراء السامري في عبادة العجل، وفي ذلك يقول الحق-سبحانه-:”إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ*وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”[5، ثم ألهمهم الله الاستغفار؛ فرحمة الله وسعت كل شيء، وألهمهم دعاء الإنبياء، وهو:”لئن لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين”[6]، فأمرهم موسى أن يقوموا بتحقيق كامل التوبة بأن يقتل بعضهم بعضًًا؛ فأمسكوا الخناجر، وضرب بعضهم البعض، وفي ذلك يقول الله:” وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ..”[7]

ومن خلال هذا المقال يمكننا التعرف على من هو السامري في سورة طه ، وما هو اسمه، وهل هناك ما يدل على بلدته، والحال الذي كان عليه قوم فرعون بعد أن غرق فرعون، وما الحجة التي اصطنعها السامري لبني إسرائيل؛ حتى يجعلهم يعبدون العجل، وكيف صنع العجل، وما موقف هارون من السامري، وتوبة بني إسرائيل بعد وقوعهم في عبادة العجل.

المراجع

[1]alukah.netعبرة السامري20/9/2020
[2]سورة طهالآيات (81، 82، 83)20/9/2020
[4]سورة طه آية: 88 20/9/2020
[5]سورة الأعرافآية: 152-153.20/9/2020
[6]سورة الأعراف آية: 149.20/9/2020
[7]سورة البقرةآية: 54.20/9/2020