من هو النبي الذي يعرف لغة الطير

من هو النبي الذي يعرف لغة الطير سؤال من الأسئلة التي تدور في أذهان المسلمين، فقد بعث الله تعالى الأنبياء والرسل وأمرهم بتوصيل رسالة التوحيد للأمم التي بُعثوا فيها، وقد خصَّ الله تعالى كلّ نبي من الأنبياء بعدد من المعجزات التي تُثبت نبوّته وتؤيّد رسالته، وفي هذا المقال سنتعرّف على النبي الذي يعرف لغة الطير ومكانته، كما سنذكر بعض قصصه مع الحيوانات.

من هو النبي الذي يعرف لغة الطير

النبي الذي يعرف لغة الطير هو النبي سليمان عليه السلام، فقد جعل الله تعالى للنبي سليمان -عليه السلام- مُلكًا عظيمًا، وعلّمه بفضله المنطق الذي تنطق به الطيور والحيوانات، وجعل الطيور جُندًا له، وقد ورد دليل ذلك في قوله تعالى: “وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ”[1]، كما سخّر الله تعالى له مُلكًا على الجنِّ والإنس والشياطين، وسخّر الله تعالى له الريح فجعلها تمشي بأمر منه، كما أيّده الله تعالى بعدد من المعجزات الأخرى، وجعل له مكانة عظيمة، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته

النبي سليمان

هو ابن أحد الأنبياء العظماء نبي الله داود عليه السلام، أورثه والده المُلك والحكم بن الناس وقد وورد ذكر ذلك في قوله تعالى: “وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ”[3]، أمّا النبوة فلا تورّث من شخص لآخر فقد اصطفى الله تعالى سليمان للنبوة، وكذلك ماله فلم يرثه عن والده داود عليهما السلام، لأنَّ الأنبياء لا يورثون مالهم بل يكون صدقة من بعدهم، وقد ورد في قصص الأنبياء أنَّ النبي سيمان عاش اثنان وخمسين سنة، وقد حكم لمدّة أربعين سنّة، فلمّا أتاه الموت ظلَّ مُتّكئًا على عصاه سنة كاملة وهو ميّت، دون أن تعرف الجن بموته حتى أكلت دودة الأرض عصاه، فتبيّن للجن موته، وفي ذلك حكمة إلهية وعبرة للإنس وتأكيد على عدم معرفة الجن بالغيب.

صفات النبي سليمان

بعد أن ذكرنا من هو النبي الذي يعرف لغة الطير وهو النبي سليمان -عليه السلام- سنذكر بعض صفاته:[4]

• كان سليمان عبدًا أوَّابًا مُطيعًا لله تعالى، فقد كان كثير الطاعة والصلاة، ويرجع إلى الله تعالى في أمره وعبادته ودينه.
• كان كثير التفقد لرعيته وجنوده ودائم السؤال عن حالهم؛ ليعرف من المُحتاج أو المُقصّر بينهم.
• كان سليمان -عليه السلام- حكيمًا شديد الذكاء والفطنة.
• وهب الله تعالى سليمان نفوذ كبير وملك واسع.

مكانة النبي سليمان

جعل الله تعالى للنبي سليمان -عليه السلام- مكانة رفيعة ومُلكًا عظيمًا، وسخر الله تعالى له عددًا من مخلوقاته ومن ذلك:[5]

• تسخير الشياطين له: فقد كانت الشياطين في عهده تعمل على تعليم السحر للناس، فجمعهم وأخذ كتبهم ودفنها، ولمّا مات سليمان أخرجت الشياطين هذه الكتب وعادت لتُعلّم الناس السحر وتفتري على سليمان أنّه كان ساحرًا، وقد ورد ذلك في فوله تعالى: “وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ”[6].
• تسخير الريح والجن له: فقد سخر تعالى له الريح والجن ليعملوا تحت أمره، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ”[7].

قصص النبي سليمان مع الحيوانات

بعد أن تعرّفنا على من هو النبي الذي يعرف لغة الطير سننتقل لذكر بعض قصصه مع الحيوانات، فقد كان النبي سليمان -عليه السلام- على علم بمنطق الحيوانات ولغتها، وقد منَّ عليه الله تعالى بأن جعل له قدرة على فهم أحاديثها وكلامها، وقد ورد بسبب هذه الهبة عددًا من القصص التي حدثت مع النبي سليمان وبعض الحيوانات، وفيما يلي سنذكر بعضها.

قصته مع النملة

خرج النبي سليمان في جيش له كان فيه الكثير من الأنس والجن والطير الذي يسير فوقهم ليستظلّوا به، فلما اقتربوا من واد فيه نمل سمع سليمان -عليه السلام- حديث النملة التي تُنبّه غيرها من النمل من جيش سليمان، وقد ورد ذلك في قواه تعالى: “حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ *فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”[8]، فكانت ردّة فعل سليمان لمّا سمع كلام النملة أن تبسم وشكر الله تعالى على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه.

قصته مع الهدهد

يُذكر أنَّه كان للهدهد في زمن سليمان -عليه السلام- مهمة وهي تفقّد الأرض ذات الماء والاستدلال عليها، فكانوا إذا احتاجوا الماء قصدوا الهدهد ليدلّهم عليها، فلما كان سليمان يتفقّد رعيّته وجنوده لم يجد الهدهد، فتوعّد له بعذاب شديد، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ* لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ”[9]، فكان للهدهد لما أتى أن أخبره بمملكة تحكمها امرأة وهي مملكة سبأ، فأرجعه سليمان بكتاب منه ليدعوا هذه المملكة لتوحيد الله تعالى.[10]

قصته مع الخيل

وهب الله تعالى لنبيّه سليمان خيلًا غير غيرها من الخيول وقد وردت في قوله تعالى: “إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ“[11]، وقد فُسر معنى الصافنات الجياد أنّها خيول التي تقف على ثلاث، فانشغل سليما بها وبعدّها حتى فاتته الصلاة، فتركها وابعدها واستغنى عنها، لأنّها كانت سببًا في نسيانه للصلاة ودعا الله تعالى أن يؤتيه مُلكًا خيرًا منها، فأتاه الريح وسخّرها لها دون غيره، والله أعلم.[12]

شاهد أيضًا: لماذا اخفى الله موت سيدنا سليمان عن الجن .. قصة سليمان والجن

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن من هو النبي الذي يعرف لغة الطير، كما ذكر من هو النبي سليمان وعرّف ببعض صفاته ومكانته، بالإضافة لذكر بعض قصصه مع الحيوانات.