حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر

حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر
حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر

حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من بيانها، فإنَّ الله تعالى هو وحده القادر على تسيير أمور الكون والعباد، وتحقيق مطالب العباد وحاجاتهم، وإنَّ طلب العون والمساعدة والاستغاثة بغير الله تعالى هو أمرٌ مُحدد بضوابط وأحكام لا يجوز مُخالفتها وتجاوزها، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر، كما سنذكر حكم الاستغاثة بالأموات.

حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر

إنَّ حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر هو أمرٌ جائز لا بأس فيه، على أن تكون هذه الاستغاثة في أمر يستطيع الإنسان فعله، وليس خارج عن القدرات الإنسانية، فإذا طلب المُسلم من غيره المُساعدة في أمر من أمور الحياة الدنيا فلا بأس في ذلك، وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ”[1]، وذلك مع اليقين التام بأنَّ العون والغيث هو أمرٌ من الله تعالى وحده لا شريك له، والله أعلم.[2]

حكم الاستغاثة بالأموات

إنَّ الاستغاثة وطلب العون من الأموات أو الرسل ولأنبياء أو الأشجار وما شابه ذلك كلها أمور ندخل في مدخل الشرك الأكبر المُخرج من ملَّة الإسلام، فإنَّ المرء إذا مات انقطع عمله من الحياة الدنيا، فأصبح غير قادر على نفع نفسه ولا على نفع غيره، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ[3]، كما إنَّ الاستعانة بغير الله تعالى على أمور خارج الاستطاعة البشرية سواء أكانت الاستعانة بحي أو ميت فإنَّ ذلك فيه شرك بالله تعالى، والله أعلم.[4]

الاستغاثة بغير الله

إنَّ الله تعالى هو وحده القادر على تحقيق العون لعباده، وهو وحده القادر على تحقيق أمورهم، وتيسير سُبل تحقيقها، وفيما يلي نذكر ما يجوز من الاستغاثة بغير الله تعالى وما لا يجوز:[5]

  • ما يجوز من الاستغاثة بغير الله تعالى: يجوز الاستعانة بشخص على أمر ما يستطيع ويقدر على أن يفعل هذا الأمر، ولا حرج في طلب العون على أمر يستطيع الفرد تحقيقه.
  • ما لا يجوز من الاستغاثة بغير الله تعالى: لا يجوز الاستعانة بغير الله تعالى من البشر أو الشجر أو ما شابه ذلك على أمر لا يدخل في قدرات الإنسان، فإنَّ الاستغاثة وطلب العون يكون من الله تعالى وحده دون إشراكه بأحد، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[6].

شاهد أيضًا: حكم تعظيم الحلف بالله وما هي كفارة الحلف بغير الله

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن أحد الاحكام الشرعية المُهمة وهو حكم الاستغاثة بحي حاضر قادر ، كما بيَّن جواز الاستعانة بالناس على أمر يستطيعون تحقيقه، بالإضافة لتوضيح حكم الاستغاثة بالأموات، وتوضيح حالات جواز وعدم جواز الاستعانة بغير الله تعالى.

المراجع

[1]سورة القصصالآية 15.
[3]سورة فاطرالآية 22.
[6]سورة الفاتحةالآية 5.