حديث الرسول عن الحب

حديث الرسول عن الحب
حديث الرسول عن الحب

حديث الرسول عن الحب هو عنوان هذا المقال الذي سيتطرق إلى أسمى المشاعر الإنسانية، الواجب تواجدها بين البشر، حيث أن المودة والعاطفة مشاعر ضرورية لتآلف الناس بين بعضهم البعض، وإنَّ دين الإسلام يرفض جميع أشكال البغض والقطعية بين المسلمين، ويرفض كل ما يؤدي لذلك، وفي هذا المقال سنتعرف على الحب في الإسلام، وحديث الرسول عن الحب، وعن الحب في الله أو بين الأزواج والاعتراف بالحب، وعن محبة رسول الله، والحب في بيته الشريف.

الحب في الإسلام

الإسلام دين إنسانية ورحمة، يتناسب مع الفطرة البشرية، ويراعي حاجة البشر للحب، بل ويحث عليه، فنجد أنَّ الإسلام دعا إلى المحبة والمودة بمختلف أشكالها، فدعا المسلمين إلى حب الله ورسوله، وحب بعضهم البعض وتعاضدهم وتلاحمهم، ودعا الأزواج إلى أن يحبوا بعضهم، ودعا الآباء إلى أن يحبوا أبنائهم ويلاطفوهم، ودعا الأبناء إلى حب آبائهم والبر بهم، وحث الإسلام على تسهيل أمور الزواج لجمع المتحابين ببعضهم، وغيرها من الصور المختلفة من الحب التي أكدَّ الإسلام على أهميتها وضرورتها.[1]

حديث الرسول عن الحب

إنَّ حديث الرسول عن الحب هو وارد في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “وَالذي نَفسي بِيدِهِ، لا تَدخلونَ الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا[2]، فقد أكدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أهمية الحب بين البشر، وإنَّ ذلك وارد في الكثير من الأمثلة في مختلف مواقف حياته، من خلال تعامله مع أزواجه، ومع بناته، ومع صحابته وسائر المسلمين، وحثِّه المسلم على محبة أخيه المسلم، فإنَّه من خلال الحب بين المسلمين يوجد طريقٌ إلى الجنة، وإن من أبسط الصور التي يمكن من خلالها نشر الحب هي إفشاء السلام بين الناس، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حديث الرسول عن الحب في الله

إنَّ المحبة في الله من أجمل صور الحب، حيث لا يكون في هذا الحب أي منكرات أو فسوق، ويكون فيه خير وصلاح للمتحابين، حيث يأخذ كل طرف بيد إلى الآخر لما فيه خير ومنفعة للآخر، وإلى ما يرضي الله، وقد ود الحب في الله في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ[4]، أي أنَّ المتحابين في الله ينجون من حر يوم القيامة بحبهم الخالص في الله، لذا حرص النبي على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ودعا المسلمين إلى التآخي والتراحم والتعاضد فيما بينهم.

حديث الرسول عن الحب والزواج

خلق الله تعالى الأزواج ليسكنوا لبعض، وينشأ بينهم جو من المودة والحب، وهو أمر فطر عليه البشر، وكان الرسول الكريم يدعو إلى أن تُعمر البيوت بالحب والألفة، وحين جاءه رجل يسأله عن رجلين يخطبان فتاة، أحدهما موسر والآخر معدم ولكنها تحب المعدم، والرجل يريد تزويجها بالميسر، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “لم ير للمتحابين مثل النكاح”[5]، حيث أنَّ الحب بين الرجل والمرأة يجب أن يكلل بالسبيل الذي يرضي الله تعالى ألا وهو الزواج، فهو أسلم لكليهما من الشبهات أو الوقوع فيما يغضب الله تعالى، والله أعلم.

حديث الرسول عن الاعتراف بالحب

أنَّ من الأمور اللازمة على المرء أن يخبر الناس بحبه لهم، ويبوح لهم بمشاعره اللطيفة تجاههم، وهو من الأمور التي حثَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عليها، فذات مرة كان رجل واقف مع النبي حين مر بهما رجل آخر فقال الرجل لرسول الله أنه بحب الرجل المار، فسأله الرسول إن أخبر الرجل بحبه، فقال لا، فأمره الرسول أن يخبره، لأن في ذلك يتقارب الناس من بعضهم وتزداد المودة وينتشر الحب بينهم، وهذا ما فعله الرسول مع معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين أخذ بيده وقال له: “يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك”[6].

شاهد أيضًا: هل الحب حرام قبل الزواج وما هي شروط الحب في الإسلام

الحب في البيت النبوي

على الرغم من كثرة أعباء الدعوة على النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم- وانشغاله بشؤون المسلمين وإدارتهم من جهة، ومحاربة الكفار ومكائدهم من جهة أخرى، إلا أنَّ كل ذلك لم يمنعه من أن يكون مبتسمًا لطيفًا ودودًا مع أهل بيته، يساعدهم ويحسن معاملتهم، ولم يخجل من إظهار حبه لأم المؤمنين عائشة عندما سأله الرسول عن أحب الناس إليه فذكر اسمها، وكان يسود بينهما الود والمرح والمداعب، مع العلم أنَّ حب النبي لعائشة لم يجعله يظلم بقية نسائه بل كان عادلًا بينهن يحسن إليهن قدر ما استطاع.[7]

محبة رسول الله

خاض الرسول الكريم العديد من الصعاب في سبيل نشر الإسلام حتى يصل لجميع المسلمين، كما كان حسن الخلق لينًا رحيمًا بالمسلمين، لذا زرع في قلوب الصحابة حبه، واتبعوه ونصروه واتخذوه مثالًا في أخلاقهم ومعاملاتهم، كما إنَّه في محبة الرسول الكريم دلالة على تمام الإيمان، حيث يقول -صلّى الله عليه وسلّم- في حديثه الشريف: “لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ”[8]، وأيضًا سبيل لنيل لرضا الله تعالى، وتكون محبته من خلال السير على سنته، واتباع أوامره، والصلاة عليه وذكره.[9]

وبهذا نكون وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر حديث الرسول عن الحب، كما بيَّن شكل الحب في البيت النبوي، والحب في الإسلام، بالإضافة لتوضيح ما ورد في الحديث النبوي الشريف عن الحب في الله والحب بين الأزواج، وذكر فضل محبة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

المراجع

[2]صحيح ابن ماجهأبو هريرة، الألباني، 57، صحيح.
[3]alukah.netفقه الحب01/08/2021
[4]صحيح البخاريأبو هريرة، البخاري، 6806، صحيح.
[5]صحيح الجامعابن عباس، الألباني، 5200، صحيح.
[6]صحيح أبي داودمعاذ بن جبل، الألباني، 1522، صحيح.
[8]صحيح البخاريأنس بن مالك، البخاري، 15، صحيح.