هل يجوز الاشتراك في الاضحية

هل يجوز الاشتراك في الاضحية

هل يجوز الاشتراك في الاضحية سؤال من الأسئلة الشرعية التي لا بد من الإجابة عنها، فإنَّ الأضحية هي إحدى العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى الله عزَّ وجل، وذلك عن طريق ذبح شيء من الأنعام في الأيام المُحددة للأضحية، وعبر موقع محتويات سنقوم بالتعريف بأحكام الاشتراك بالأضحية، وحكم اشتراك الأب والابن في ثمن الأضحية، وحكم إهداء الأضحية، بالإضافة لذكر حكم الأضحية وفضلها.

هل يجوز الاشتراك في الاضحية

إنَّ الاشتراك في الأضحية هو أمر يتفرَّع إلى عدد من الحالات، فإنَّه يجوز في بعض الحالات الاشتراك في الأضحية، ولا يجوز في حالات أُخرى، وفيما يلي سنوضِّح حالات جواز الاشتراك، وحالات عدم جواز الأتراك في الأضحية.

حالات جواز الاشتراك في الأضحية

يجوز الاشتراك في الأضحية من حيث الثواب، ومن حيث الملك، وذلك وفق ما يلي:[1]

  • الاشتراك في الملك: يجوز أن يشترك المسلمون في الأضحية من حيث المُلكية، أي أن يكون لأكثر من شخص مُلك أو حصَّة في الأضحية، وذلك في حال كانت الأضحية من الإبل أو البقر فقط، ويُحدد عدد المُشتركين بسبعة أشخاص فقط، وقد ورد ذلك في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ”[2]
  • الاشتراك في الأجر والثواب: وذلك بأن يعود ملك لأضحية لشخص واحد، لكنَّه يُشرك ثواب أضحيته لغيره من المُسلمين، فإنَّ ذلك يجوز مهما كثُر عدد الأشخاص، وذلك لما ورد من الحديث الشريف عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”[3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز إهداء الأضحية

حالات عدم جواز الاشتراك في الأضحية

لا يجوز الاشتراك في الأضحية في كانت الذبيحة من غير البقر أو الإبل كأن تكون من الأغنام أو الشاة، لأنَّ ذلك لم يرد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا عن صحابته الكرام، وذلك على الرغم من وجود عدد من الفقراء بين المُسلمين، والذين ليس لديهم القدرة على دفع ثمن الأضحية كاملًا، ومع ذلك فإنَّه لم يرد إشراك أي منهم في ثمن شاه، وكذلك فإنَّ الاشتراك في الأضحية من البقر أو الإبل فلا يجوز أن يشترك أكثر من سبعة أشخاص في الأضحية.

اقرأ أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها صلاة العيد والاضحية

هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية

يُقسم حكم اشتراك الأين والابن في الأضحية إلى قسمين:[4]

  • في حال السكن المُشترك: إنَّ الأضحية تُجزء الرجل وأهل بيته كلّهم، فإنَّ الأضحية سواء أكانت من الشاه، أو من غيرها من الأنعام، فهي تجزئ عن الرجل وزوجته وأولاده كلَّهم، وكذلك من يشترك معهم في السكن من الأقارب، وكذلك تُجزء اثنين من الأخوة مع عائلتهما كاملة في حال كان الأخوان يسكنان في سكن واحد، ويشتركون في النفقة معا.
  • في حال السكن المُستقل: أمَّا إذا كان الأب والابن مستقلين في السكن، فيجوز أن يشتركا في الأضحية وفق الأحكام الشرعية في الاشتراك، اي أن يشتركا في البقر والإبل مع غيرهم من المسلمين على ألّا يتجاوز عددهم السبعة أشخاص.

اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام عشر ذي الحجة

هل يجوز إهداء الأضحية

يجوز للمرء أن يُهدي الأضحية، وذلك بأن يُهدي الأضحية لوالده أو والدته أو غيرهما من الناس، ولا فرق في كون الشخص المهدي على قيد الحياة أو متوفيًا، كذلك لا فرق في كونه مُضحيًّا عن نفسه أم لا، فإنَّ إهداء الأضحية غير مُحدد بمثل هذه الشروط، وإنَّ الأضحية تُصبح مُلكًا للمُهدى له، وينال أجرها إن شاء الله تعالى، وينال المُهدي أجر إحسانه وبرِّه، والله أعلم.[5]

اقرأ أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها صلاة العيد والاضحية

حكم الأضحية

إنَّ الأضحية هي سنَّة مؤكدة، وذلك بحسب قول جمهور العلماء، فقد كان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُضحي بكبشين اثنين أحدهما عن نفسه وأهله والآخر عن أمته، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنَّ الأضحية هي واجب على المُستطيع والمقتدر، وذلك مذهب أبي حنيفة وأحمد، إلَّا أنَّه لم يرد في النصوص الشرعية ما يُؤكد وجوب الأضحية على المُسلمين، إلَّا أنَّه من الأحرى بالمسلم أن يُضحّي في حال القدرة، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء

فضل الأضحية

إنَّ ذبح الأضحية هو من السنن التي كان يقوم بها الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي من الأمور التي فيها من الأجر والثواب الكثير، وقد وصَّى بها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “ما عملَ آدميٌّ منْ عملٍ يومَ النحرِ، أحبَّ إلى اللهِ منْ إهراقِ الدمِ إنها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها، وأشعارها، وأظلافِها، وإن الدمَ ليقعَ من اللهِ بمكانٍ، قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فطيبُوا بها نفسًا[6]، وإنَّ في تأدية الأضحية اتّباع لسنَّة النبي الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهديه، وإنَّ في ذلك الفضل والأجر أيضًا، والله أعلم.[7]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن هل يجوز الاشتراك في الأضحية، وحالات الجواز والنهي عن الاشتراك، كما بيَّن حكم الاشتراك بالأضحية بين الأب والابن، وحكم إهداء الأضحية، بالإضافة لذكر فضل وحكم الأضحية.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , من أحكام الاشتراك في الأضحية , 03/06/2023
  2. ^ صحيح مسلم , جابر بن عبد الله، مسلم، 1318 ، صحيح.
  3. ^ صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1967، صحيح.
  4. ^ islamqa.info , هل يجوز لأخوين الاشتراك في أضحية واحدة وهما مستقلان في السكن , 03/06/2023
  5. ^ islamweb.net , حكم إهداء من لم يضح أضحية إلى والده , 03/06/2023
  6. ^ الجامع الصغير , عائشة أم المؤمنين، السيوطي، 7930 ، حسن.
  7. ^ islamweb.net , فضل الأضحية وثوابها , 03/06/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *