حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف

حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف هو أحد الأحكام الفقهية التي وضَّحتها الشريعة الإسلامية، والذي سنقوم بتوضيحه، فقد حثَّ الدين الإسلامي معشر الشباب على الزواج، وجعله العلاقة السامية والمقدسة التي تهدف إلى تنظيم العلاقات والإنجاب، وجعل لهذ العلاقة أحكام وضوابط لا بدَّ من مُراعاتها وعدم تجاوزها، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على أحد هذه الأحكام وهو حكم الخيانة الزوجية لكل من الزوجين.

حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف

إنَّ حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف هو أمرٌ مُحرَّم وغير جائز في الشريعة الإسلامية، حيث أنَّ الخيانة بكافة أشكالها ودرجاتها وطُرقها هي أمر ثبت تحريمه ورفضه، سواء أكان ذلك عن طريق الهاتف أو الإنترنت أو غيره، فإن علم الزوج خيانة زوجته بهذه الطريقة له أن يُطلقها، وله أن يقوم بعلاج أمرها من خلال إبعاد الأمور المُفسدة عنها مثل الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، على أن يكون قد تأكد من حصول هذه الخيانة ولا يكون قد تعجَّل في الحكم على الزوجة، والله أعلم.[1]

حكم خيانة الزوج لزوجته عن طريق الهاتف

إنَّ خيانة الزوج لزوجته هو أمرٌ مُحرَّم وغير جائز، وإنَّ حصول بعض التهاون من قبل الزوج من خلال قيامه بمحادثة بعض النساء ومعازلتهنَّ عبر الهاتف هو أمر يُؤثم عليه، وإنَّ الأحرى به الإقلاع عن مثل هذه الأفعال، أمَّا عن الزوجة التي اكتشفت خيانة زوجها عبر الهاتف وتأكد لها ذلك، فإنَّ عليها أن تبحث على سُبل لتجميل العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها، وكذلك فإنَّ عليها بالصبر فإنَّ جزاءه خير، ولا حرج عليها من مواجهة الزوج ونصحه وإرشاده وبيان نتائج عمله السيئة، والله أعلم.[2]

حكم خيانة الزوجة لزوجها

إنَّ خيانة الزوجة لزوجها هي أشد قبحًا من خيانة الرجل لزوجته، وخصوصًا إذا كانت هذه الخيانة تصل إلى حد الزنا والفاحشة، لأنَّ في ذلك خلطٌ للأنسب، ونسب أطفال للزوج قد يكونا ليسوا منه، فإنَّ من علم زنا زوجته وتيقَّن من ذلك فإنَّه عليه أن يُطلقها لأن البقاء ع زوجة زانية فيه شيء من الدياثة التي تمنع صاحبها من دخول الجنة، وإنَّ الزانية لا تنكح إلا زاني أو مشرك، والله أعلم.[3]

حكم خيانة الزوج لزوجته

إنَّ خيانة الزوج لزوجته وقيامه بالزنا هو أمرٌ شديد الحُرمة بل هو من الكبائر، فإن تيقَّنت الزوجة من زنا زوجها فإنَّه لا حرج عليها من هجره وطلب الطلاق، كما إنَّه حق لها نصحه وإرشاده إلى التوبة فإذا تاب وصلح حاله جاز لها الرجوع إليه، أمَّا إذا أصرّ على فعل الفاحشة فإنَّ لها أن تُطلقه، وذلك لقوله تعالى: “الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ”[4]، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الزنا لغير المتزوج

حكم الزوجة التي تكلم غير زوجها

إنَّ حديث المرأة بشكل غير لائق مع رجل أجنبي غير زوجها هو أمرٌ مرفوض وغير جائز، وإنَّه لا يحق للمرأة أن تفعل ذلك، وإنَّ من علم من زوجته هذا الفعل يُستحب أن يقوم بنصحها وتوجيهها إلى الخير، كما يحق له أن يُؤدبها بالطرق والوسائل الشرعية، فإن استجابت لأمره وامتنعت عن هذا الفعل واتّجهت إلى طريق الخير فلا بدَّ أن يكون الزوج معها ويُشجعها على هذا الطريق،أمَّا إذا أصرَّت على فعلها وذنبها له أن يُفارقها ويُطلقها، والله أعلم.[6]

هل خيانة الزوجة ابتلاء

إنَّ الابتلاء بالخير أو الشر هو أمر يُرسله الله تعالى لعباده، فيُبيّن من خلاله العبد الصابر المُحتسب من غيره، وإنَّ اكتشاف الرجل لخيانة الزوجة هو أمرٌ عظيم وفيه ابتلاء، وإنَّ صبره على هذه المُصيبة هو أمرٌ يرفع من مكانته ويزيد من أجره إن شاء الله، ولكنَّ هذا لا يعني أن يرضى الرجل بسوء زوجته ومعصيتها، بل يجب عليه أن يعمل على تقويمها وإرشادها إلى الطريق المستقيم، ويمنع عنها الأمور التي تُعينها على هذه الخيانة، فإن لم يفعل ذلك فهو آثم، والله أعلم.[7]

حكم فضح خيانة الزوجة

إنَّ الستر على المعاصي والآثام هو أمرٌ يدل على سمو الأخلاق ورفعتها، وإنَّ ستر الزوج على زوجته الخائنة هو أمر فضيل، يدل على أصالته، وقد بيَّن لنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أجر تستر المؤمن على المؤمن من خلال قوله في حديثه الشريف: “مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ”[8]، كما إنَّ ستر أسرار العلاقات الزوجية والأمور التي تحصل ضمن الزواج هو أحد الآداب المهمة في العلاقات الأسرية، والله أعلم.[9]

أحاديث عن الخيانة الزوجية

ورد في الأحاديث النبوية الكثير من الأحاديث الشريفة لتي تُبيّن قباحة الخيانة وتذمها ومنها نذكر:

• قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف: “اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الجوعِ ، فإنَّهُ بئسَ الضَّجيعُ ، وأعوذُ بِكَ منَ الخيانةِ ، فإنَّها بئستِ البِطانةُ”[10].
• قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف: “نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلًا يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ”[11].

شاهد أيضًا: حكم المرأة التي تمتنع عن معاشرة زوجها

بعد ذكر بعض الأحاديث الشريفة عن الخيانة نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذ بيَّن حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف، والذي وضَّح أيضًا حكم خيانة الزوج لزوجته بالهاتف، كما ذكر حكم خيانة كل من الزوجين بشكل عام، بالإضافة لتوضيح حكم فضح الزوجة الخائنة.