حكم التعامل بالابراج محرم

حكم التعامل بالابراج محرم
حكم التعامل بالابراج محرم

حكم التعامل بالابراج محرم هو أحد الأحكام التي يسأل عنها الكثير من الأشخاص، بسبب انتشار التعامل مع الأبراج بشكل كبير في وقتنا الحاضر، لذا قد ينتاب الشخص بعض الفضول لمعرفة الأبراج أو قرائتها وتصديقها، ومقالنا التالي عن حكم التعامل بالأبراج.

حكم التعامل بالابراج محرم

حكم التعامل بالابراج محرم وهو من علم الغيب، ومن الكهانة، فلا يجوز الأخذ بكلام الأبراج، ولا قراءة الحظوظ والطوالع، ويخشى على من يصدقها أن يقع في الكفر، فالغيب استأثر به رب العالمين فقط، ولا يجوز للإنسان أن يستدل بالأبراج على أمور غيبية، مثل معرفة صفات الإنسان وشخصيته، أو معرفة سعادته أو تعاسته، أو ما يؤول إليه أمره، أو ما سيحدث معه في المستقبل القريب أو البعيد، أو ما قد يحصل لأولاده وأهله وعائلته، كل هذا من إدعاء معرفة علم الغيب المحرم شرعًا، وادعاء معرفة الغيب منازعة لله تعالى ألوهيته، فلا يعلم الغيب سواه تعالى، قال تعالى: {قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}[1]، وقد حذرنا النبي من تصديق هذه الخرافات أو قرائتها أو تصديقها لأنها نوع من الدجل والسّحر، عن عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتبس علمًا من النجومِ اقتبسَ شعبةً من السحرِ زاد ما زاد)[2].[3]

شاهد أيضًا: حكم قراءة الابراج للتسلية وحكم قراءة الابراج للشخصيات

المنهي عنه من علم النجوم والأبراج

والمنهي عنه من علم النجوم والأبراج، هو ما يدّعيه بعض هؤلاء الأشخاص من معرفة الحوادث الآتية في المستقبل القريب أو البعيد، مثل معرفة وقت مجيء المطر، ووقت هبوب الريح، وموعد حدوث الزلازل والأعاصير والبراكين، أو موعد وفاة شخص معيّن أو موعد مرضه، ونحو ذلك، ويزعم هؤلاء الأشخاص معرفتهم كل هذه الأخبار من خلال حركة الكواكب والنجوم، وابتعادها عن بعضها واقترابها من بعضها، وظهورها في بعض الأوقات دون الأوقات الأخرى، وهذا كلّه من علم الغيب الذي استأثر به رب العالمين، وليس لأحد من البشر أن يعرفه أو يطلّع عليه، وأما معرفة حركة النجوم من خلال المشاهدة، لمعرفة اتجاه القبلة، ووقت الصلاة، وكم مضى من الليل أو النهار، فهذا مباح وجائز ولا يدخل في النهي.[4]

شاهد أيضًا: حكم الابراج في الاسلام وهل قراءتها تبطل الصلاة

حكم قراءة الأبراج وتصديقها

بحسب العلماء المسلمين، فإن من صدق هذه الأبراج والطوالع، واعتقد أنها تضر وتنفع من دون الله تعالى، أو أن غير الله تعالى بيده الخير أو الشر للإنسان، فهو كافر في هذه الحالة، ولكن من اعتقد أنها ظنية، ولم يعتقد أنها تضر وتنفع، فهو في هذه الحالة عاص لربه، وينقص هذا العمل من حسناته، والمداومة على قراءة هذه الأبراج قد تجر الإنسان إلى اعتقاد أنها اطلاع حقيقي على علم الغيب، وهو حرام.[5]

حكم قراءة الأبراج بدون تصديقها

تصديق الأبراج هو كفر بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز للمسلم أن يقرأها أو يصدقها، ولكن قراءة هذه الأبراج كنوع من التسلية وبدن تصديقها هو من باب سؤال العرّافين والكهنة، فعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً)[6]، ومن واجب المسلم نصح أخيه المسلم، ومنعه عن هكذا أمور التماسًا لرضى الله تعالى ونبيّه.[7]

شاهد أيضًا: حكم قراءة الابراج .. حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص

حكم قراءة الأبراج مع الجهل بحكمها

الجهل الذي يعذر به صاحبه، هو جهله بالحكم، فمن ترك واجبًا وهو لا يعلم أنه واجب، أو قام بفعل محرّم وهو لا يعلم أنه محرّم، فهذا هو الجاهل الذي يُعذر بجهله، وأما مَن علم أن هذا الفعل محرّم ففعله وهو يجهل العقوبة، فهذا لا يتعبر عذرًا له، لأن صاحبه أقدم على المعصية وانتهك الحُرمة وهو يعلم، لذا فمن قرأ الأبراج وصدقها بدون معرفة حكمها فهو جاهل ولا شيء عليه.[8]

الحكمة من خلق النجوم

قد يتسائل البعض ما هي الحكمة الإلهية من خلق النجوم، وقد خلقت لحكم كثيرة منها:[9]

  • زينة للسماء: قال تعالى: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين}[10]، فقد خق الله تعالى النجوم لتزيين السماء وزيادة جمالها وألقها.
  • رجوم للشياطين: فهذه النجوم جعلها الله تعالى رجوم للشياطين أي الجن الذين يسترقون السمع، لأن لهم قوة عظيمة، لذا لمنع هذه الشياطين من استراق السمع فقد خلق الله النجوم لرجمها.
  • علامات يُهتدى بها: فالعلامات تشمل كل ما جعل الله تعالى في الأرض من علامات كالجبال، والأنهار، والطّرق، وأما النجوم في السماء فيستدل البعض بها على القبلة أو المكان برًا أو بحرًا، وهذه نعمة من الله تعالى للإستدلال على الأشياء، لأن النجوم لا يمكن حجبها أو إخفائها في الليل والظلمة حتى يُستدل بها.

شاهد أيضًا: حكم الابراج ابن باز وما حكم الاعتماد عليها في معرفة صفات الأشخاص

في نهاية مقالنا تعرفنا إلى حكم التعامل بالابراج محرم هو من علم الغيب، ومن الكهانة، فلا يجوز الأخذ بكلام الأبراج، ويخشى على من يصدقها أن يقع في الكفر، فالغيب استأثر به رب العالمين فقط، وتعرفنا إلى المنهي عنه من علم النجوم والأبراج، حكم قراءة الأبراج مع الجهل بحكمها، والحكمة من خلق النجوم

المراجع

[1]النمل65
[2]النوافح العطرةعبدالله بن عباس، محمد جار الله الصعدي، النوافح العطرة، 362، صحيح
[6]صحيح مسلمبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ،مسلم صحيح مسلم 2230،  [صحيح] 
[10]الملك 5