من هي اول شهيدة في الاسلام

من هي اول شهيدة في الاسلام
من هي اول شهيدة في الاسلام

اول شهيدة في الاسلام كانت من الفئة القليلة من الناس الذين هانت عليهم دنياهم ولم تغرهم متاع الحياة وزخرفها، ولم يقعد بهم الخوف على أولادهم، فسلكوا طريقًا جبن عنه الكثيرُ، اختاروا طريقًا قل سالكوه وركبوا بحرًا تقاصَرتِ الهمم عن رُكوبِه، علموا أنَّ العمر محدودٌ والطريق طويل؛ فاختاروا أرفعَ المقامات وهي الشهادة في سبيل الله تعالى، وفي هذا المقال سنتعرف على اول شهيدة في الاسلام.

من هي اول شهيدة في الاسلام

اول شهيدة في الاسلام هي سُمَيَّة بنت خُبّاط، ويقال: خُياط، ويقال: سمية بنت خَبط، وهي مولاة أبي حُذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزومي، وهي أم عمار بن ياسر، وكان زوجها ياسر بن عامر بن مالك العنسيّ حليفًا لأبي حذيفة، وقد كانت سمية أمَةً عنده، فزوَّجه سمية، فولدت له عمارًا،  وكان ياسر وزوجته وولده منها ممَّنْ سبق إلى الإسلام؛ وكانت سميةُ رضي الله عنها سابع سبعة في الإسلام، قال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وكانت من المبايعات الخيّرات الفاضلات رحمها الله، وكانت ممن يعذب في الله عز وجل أشد العذاب.[1]

تعذيب سمية بنت خباط

كان أول من أسلم سبعة وقد عذبوا جميعهم على يد قريش، إلا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأبو بكر فقد كان لهم مكانة في مكة فمنع قومهم تعذيهم على يد قريش، وعندما علم كفار قريش، بإسلام سمية وزجها ياسر، وابنها عمار رضي الله عنهم، توعد لهم الكفار بالعذاب الشديد لخروجهم عن عبادة آلهتهم، إلى عبادة الله عز وجل، فكانوا يلقونهم تحت حرارة الشمس، ولهيبها وهم يلبسون دروعًا من حديد، في آيام الصيف الحارقة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بهم، وهو يعتصر ألماً لحالهم، لكنه لايمك لهم إلى الدعاء، وحثهم على الصبر في سبيل الله، فكان يقول لهم: صبراً آل ياسر، فإن موعدكم الجنة، ومع شدة التعذيب لهم لترك دينهم، استشهدت سمية رضي الله عنها، فقد قام أبا جهل بطعنها بحربة في فخذها، حتى بلغت فَرْجَها فماتت، وكانت عجوزًا كبيرة ضعيفة، فمع كبر سنها لم تتوانى في الدفاع عن عقيدتها، التي آمنت وأيقنت بها، فقد وجدت في الإسلام الطمأنينة والراحة، التي لم تجدها في عبادة الأصنام، وبعد قتلها رضي الله عنها تفرغوا لعمار فضاعفوا تعذيبه بكل قسوة وغلظة وهم يقولون له: لن تترك حتى تسب محمداً، أو تمدح آلهتنا، فتظاهر بالقول ليحمي نفسه من القتل، ثم قدم على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حزينًا يبكي، لما قاله فقد خشي أن يكون قد خرج من دين الإسلام، فأنزل الله فيه قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ)[2]، ولما قُتِل أبو جهل يوم بدر قال النبي صَلَّى الله عليه وسلم لعمار: قتل الله قاتل أمك.[3]

فوائد من قصة سمية بنت خباط

قصة سمية وآل ياسر رضي الله عنهم، من أروع القصص التي ضربت في الصبر والتحمل وفيما يلي بعض الفوائد والعبر من قصة تعذيبهم رضي الله عنهم:

  • تمكين الله للكافرين في الأرض، ليس دليلًا على رضاه عنهم بل هو اختبار، وتمحيص لهم.
  • يجب على المؤمن الحق أن يتعلم من صبر سمية رضي الله عنها، وعن آل ياسر، فقد كانت رضي الله عنها طاعنة في السن ومع ذلك، لم تتراجع عن اسلامها.
  • أن من ينصر الله ويصبر، سيجزيه الله أحسن الجزاء.
  • يجوز للمؤمن أن يلفظ كلمة الكفر على لسانه، إذا كان يخشى الهلاك على نفسه من الكافرين، ولايعتبر بذلك قد كفر.
  • أن الله ينصر قومه المسلمين ولو بعد حين، فكان المسلمين في بداية الدعوة قلة ضعفاء، ولكن الله عز وجل أعزهم ونصرهم على المشركين، فعادوا إلى مكة المكرمة فاتحين.

وبهذا نكون قد علمنا من هي اول شهيدة في الاسلام، فهي سمية بنت الخباط التي بذلت نفسها في سبيل دين الله عز وجل، ولم تهتم لمتاع الحياة الدنيا، وفي هذا المقال بينا سيرتها العطرة وقصة استشهادها رضي الله عنها وأرضاها.

المراجع

[1]sahaba.rasoolona.comسمية أم عمار بن ياسر14/10/2022
[2]سورة النحل - الآية 10614/10/2022
[3]sahaba.rasoolona.comسمية أم عمار بن ياسر14/10/2022