ما هو الزرنيخ وطرق الوقاية من التعرض له

ما هو الزرنيخ

ما هو الزرنيخ ؟ في هذا المقال سنتعرف على عنصر موجود في الطبيعية وينتشر في الغذاء والماء والهواء والتربة ألا وهو عنصر الزرنيخ، كما سنتعرف على آثار التعرض لهذا العنصر ومدى سميته وأعراض التسمم به وأخيرًا طرق الوقاية من التعرض له.

ما هو الزرنيخ وما هي أنواعه؟

الزرنيخ هو أحد العناصر الفلزية الموجودة بشكل طبيعي في الكرة الأرضية، وتنتشر كميات ضئيلة منه في التربة والصخور والماء والهواء والغذاء.

عادةً يكون تركيزه أعلى في بعض المناطق الجغرافية نتيجة بعض الأنشطة البشرية مثل استخدام المبيدات الحشرية واستخراج المعادن، ومن الجدير بالذكر أنّ الزرنيخ هو أحد العناصر التي لا تذوب في الماء.

ينقسم هذا العنصر إلى نوعين عضوي وغير عضوي، ويكمن الفرق بينهما بأنّ الزرنيخ العضوي يحتوي على الكربون بينما لا يحتوي الزرنيخ غير العضوي عليه، أما بالنسبة للضرر الذي يُسببه كل نوع نجد بأنّ مركبات الزرنيخ غير العضوية هي الأكثر ضررًا على الإنسان من المركبات العضوية؛ لأنّ المركبات غير العضوية يمكنه التفاعل مع خلايا الجسم وتغيير وظائف الخلية والتخلص من عنصر ما فيها، واليوم يقول بعض الأطباء بأنّ النوغ غير العضوي منه له القدرة في تغيير الخلايا  لذلك يمكن الاستفادة منها في علاج السرطان، وفعليًا هناك بعض أدوية العلاج الكيميائي التي تُستخدم لعلاج مرضى السرطان تحتوي على الزرنيخ[1].

شاهد أيضًامعلومات عن التسمم الغذائي .. كيف يتلوث الغذاء

ما مدى سميته؟

الزرنيج هو مادة ذات لون أبيض أو رمادي أو فضي شديدة السُمية، يمكن أنّ يتعرض الإنسان للتسمم منه بعد استنشاق أو تناول كميات كبيرة منه، ولسوء الحظ فإنّ هذه المادة السامة لا رائحة لها ولا طعم وهذا يجعل الإنسان يتعرض لها دون معرفة ذلك، ومن المؤسف القول بأنّ التسمم بهذه المادة يمكن أنّ يُسبب الموت في حال إهمال العلاج الفوري، ويُذكر بأنّ هذه المادة السامة تورطت في قيام أشخاص بمحاولات تسمم مُتعمدة لأشخاص آخرين.

ولكن من المطمئن بأنّه من النادر وجود كميات كبيرة سامة من الزرنيخ في الطبيعة، وغالبًا تكون المناطق الملوثة به معروفة لذلك تفرض الجهات طوقًا لمنع الوصول لهذه المناطق وتتعامل معها بالاجراءات الصحيحة[1][2].

شاهد أيضًااعراض التسمم من الاكل … علاج التسمم من الأكل بطرق علمية وسهلة

ما هي أبرز مصادر الزرنيخ؟

فيما يلي سنتعرف على أبرز مصادر الزرنيخ[2][3]:

مياه الشرب

تُعد المياه الجوفية المُلوثة بالزرنيخ من أكثر مصادر التلوث بالزرنيخ، فالزرنيخ غير العضوي موجود بشكل طبيعي وتركيز عالي في المياه الجوفية للعديد من البلادان حول العالم منها: الصين والهند والأرجنتين وتشيلي والولايات المتحدة الأمريكية وبنغلادش والمكسيك.

الطعام

فالخطر لا يكمن فقط بشرب المياه الجوفية الملوثة بالزرنيخ بل يمتد لتلوث المحاصيل الزراعية التي تُسقى من هذه المياه، والأطعمة المُحضرة باستخدام هذه المياة الملوثة.

ومن أكثر الأطعمة المُعرضة للتلوث بهذه المادة السامة الأسماك واللحوم والدواجن والمحار والحبوب ومنتجات الألبان، ومن الجدير بالذكر بأنّ الزرنيخ العضوي وهو الأقل سُمية وخطرًا موجود بشكل أساسي في المأكولات البحرية.

التبغ

فالأشخاص الذين يدخنون التبغ مُعرضون للتعرض للزرنيخ، فالتبغ يحتوي على مستويات طبيعية من الزرنيخ غير العضوي؛ لأنّ نباتات التبغ لديها قدرة عالية على امتصاص الزرنيح الموجود في التربة.

العمليات الصناعية

فالزرنيخ مادة تُستخدم في العديد من الصناعات مثل: صناعة الورق، معالجة الزجاج، صناعة الأصباغ والمنسوجات، صناعة المواد الحافظة للخشب، صناعة المواد اللاصقة المعدنية، دباغة الجلود، صناعة الذخيرة، كما يدخل الزرنيخ بكمية أقل في تصنيع المستحضرات الصيدلانية، ومبيدات الآفات، ومضافات الأعلاف.

شاهد أيضًااغلى المعادن سعرا في العالم

مصادر أخرى للزرنيخ

كما يمكن أنّ يتعرض الإنسان للتسمم بهذه المادة السامة من خلال ما يأتي[2][3]:

  • استنشاق هواء يحتوي على الزرنيخ.
  • استنشاق هواء المناجم التي تستخدم هذه العنصر في صناعاتها.
  • استنشاق الغبار النتائج عن حرق الخشب.
  • الجلوس في مكان يوجد به أشخاص أو شخص واحد مُدخن.
  • التعرض لمدافن النفايات أو المواقع التي تُلقى بها النفايات.
  • كما يعد الأشخاص الذين يعيشون في مناطق صناعية هم أكثر عرضة للتسمم بهذه المادة.

شاهد أيضًاأثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية

آثار وأعراض التعرض للزرنيخ

يمكننا تقسيم آثار التعرض لهذه المادة السامة لنوعين من الآثار وهما[2][3]:

آثار وأعراض على المدى القصير

وهذه الأعراض تحدث عند التسمم بالزرنيخ، وتشمل ما يلي:

  • ألم في البطن.
  • غثيان واستفراغ.
  • تغير لون الجلد للأحمر أو انتفاخه.
  • تشنج في العضلات.
  • إسهال.
  • حدوث بعض التغيرات في الجلد مثل الثآليل.
  • حدوث عدم انتظام في ضربات القلب.
  • الشعور بوخز في أصابع القدمين واليدين.
  • التهاب الحق المتواصل.
  • سواد في الجلد.
  • مشاكل مستمرة في الجهاز الهضمي.
  • موت في الحالات القصوى.

أما في حال وجود حالات شديدة من التسمم بهذه المادة، فهذه أبرز الأعراض التي ستظهر:

  • وجود دم في البول.
  • الشعور بتعرق مُفرط.
  • وجود مشاكل في البلع.
  • الشعور بطعم معدني في الفم، يُصاحبه رائحة غريبة في الفم.
  • تساقط الشعر.
  • تشنجات.
  • وجود لعاب زائد عن المعتاد.
  • تقلصات في المعدة.
  • إسهال شديد.
  • تقيؤ.

آثار وأعراض على المدى الطويل

من أبرز الأعراض التي تظهر على المدى البعيد بسبب التعرض لهذه المادة السامة ما يلي:

  • الإصابة بسرطان الجلد، ومن أبرز أعراضه الأولية ظهور بقع صلبة على باطن القدمين وراحة اليد، تغيرات في التصبغ، آفات جلدية، وتحدث هذه الأعراض بعد مرور 5 سنوات على الأقل من التعرض للزرنيخ.
  • الإصابة بسرطان الرئتين والمثانة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية، ومن أبرز هذه الأمراض احتشاء عضلة القلب.
  • مرض السكري.
  • أمراض الرئة.
  • مرض القدم السوداء، ومو مرض يصيب الأوعية الدموية للإنسان ويؤدي للإصابة بالغرغرينا، وقد انتشر هذا المرض في الصين تحديدًا في مقاطعة تايوان.
  • الفشل الكلوي.
  • مشاكل على الحامل وجنينها.
  • التأثير السلبي على التطور المعرفي والذاكرة والذكاء البشري.

شاهد أيضًاملوثات البيئة وطرق معالجتها

طرق الوقاية من التعرض للزرنيخ

يمكن اتخاذ بعض الأجراءات للوقابة من التعرض لهذه المادة السامة نذكر منها ما يلي[1][3]:

  • استبدال المياه الجوفية عالية الزرنيج بمصادر أكثر أمانًا كالمياه السطحية التي تمت معالجتها، ومياه الأمطار، واستخدام المياه الجوفية منخفضة الزرنيخ للري والطبخ والشرب، بينما يمكن الاستفادة من المياه التي تحتوي على نسبة عالية منه  لغسيل الملابس والاستحمام.
  • خلط الماء الذي يحتوي على نسبة عالية من الزرنيخ مع الماء الذي يحتوي على نسبة أقل منه وبذلك نحصل على ماء بتركيز مقبول للزرنيخ.
  • مراقبة الأشخاص الذين يقطنون في المناطق الصناعية والمعرضون لخطر التسمم بهذا العنصر السام؛ لملاحظة أي علامات مُبكرة للتسمم بهذه المادة، وأبرز العلامات الأولية هي المعاناة من مشاكل في الجلد.
  • تركيب أنظمة للتخلص من الزرنيخ في المياه، ومن أبرز التقنيات المُستخدمة لهذه المهمة التبادل الأيوني، والترسيب، والامتصاص، التخثر، والأكسدة.
  • إجراء فحص كيميائي لمصادر المياه بحثًا عن وجود أي آثار للزرنيخ، وهذا الفحص هام جدًا لتحديد مصادر المياه الملوثة بالزرنيخ واتخاذ الاجراء اللازم بحقها.
  • شراء أنظمة مُتخصصة بالتخلص من الزرنيخ وتوزيعها على منازل سكان المنطقة التي يوجد بها مستويات عالية من هذه المادة السامة، والهدف من هذه الأنظمة هو معالجة مياه الشرب في هذه المنازل وبالتالي حماية السكان من التسمم .
  • عند الحديث عن أعماق الآبار نجد أنه كلما كان البئر أعمق فإنه على الأغلب يقل مستوى الزرنيخ في مياهه.
  • الحذر عند القيام بتجميع مياه الأمطار، ففي المناطق التي تشهد هطول غزير للأمطار يجب التأكد أن عملية تجميع المياه لا تُعرض الماء المُجمع لخطر العدوى بهذه المادة السامة.

شاهد أيضًاكيف ينتشر السرطان في الجسم وهل يمكن الشفاء منه؟

ما هو الزرنيخ؟ في نهاية مقالنا الذي تعرفنا به على عنصر الزرنيخ ومخاطره نتمنى أنّ تكون المعلومات سابقة الذكر مُفيدة للجميع، كما نأمل بأنّ يكون هذا المقال بمثابة توعية للقراء الأعزاء.

المراجع

  1. ^ medicalnewstoday.com , What is arsenic poisoning? , 26/7/2021
  2. ^ healthline.com , Everything You Need to Know About Arsenic Poisoning , 26/7/2021
  3. ^ who.int , Arsenic , 26/7/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *