من هو كليم الله من الأنبياء

من هو كليم الله من الأنبياء هو سؤال لا بدَّ من توضيح إجابته وبيانها، فقد جعل الله تعالى لكل نبي من أنبيائه الكرام عدد من المعجزات التي تُثبت نبوته، وتُؤكد أنَّه رسول من عند الله تعالى، وكذلك جعل لكل نبي مُعجزة تثبّت قلبه، وتقويه على إتمام الدعوة لرسالته، ومن خلال هذا المقال سنقوم بالتعريف بالنبي الذي كلمَّه الله تعالى، كما سنذكر سبب تكليم الله تعالى له، بالإضافة إلى ذكر معجزات هذا النبي.

من هو كليم الله من الأنبياء

كليم الله من الأنبياء هو النبي موسى عليه السلام، وهي مُعجزة لم تحصل لغيره من الأنبياء أو الرسل، فقد كلَّم الله تعالى نبيه موسى -عليه السلام- بكلامه وصوته الحقيقي بشكل واضح ومفهوم وبدون أي وساطة، وقد سمع النبي موسى كلام الله بشكل مباشر، وقد حصلت هذه المُعجزة في جبل طور في سيناء في مصر، وقد وورد ذكر هذه المُعجزة في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا”[1]، والله أعلم.[2]

لماذا كلم الله تعالى النبي موسى

اصطفى الله تعالى نبيَّه موسى عليه السلام، وجعل له خصوصية بين الأنبياء أن كلّمه بشكل مباشر دون واسطة، وقد بيَّن ذلك في قوله تعالى: “إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي”[3]، أي أنَّ الله تعالى اختاره وميَّزه دون غيره، ولله تعالى الحكمة في ذلك، فقد ميَّز بعض الأنبياء والرسل عن غيرهم واعطاهم من المُعجزات ما ليس لغيرهم، وكذلك النبي موسى، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ”[4]، وإنَّ هذا التفضيل هو أمرٌ بإرادة اله تعالى ومشيئته العظيمة التي لا بدَّ من وجود حكمة كامنة ورائها لا يعلمها إلَّا الله تعالى، أمَّا عن البحث والتعمق في سبب هذا التفضيل فيُمكن أن نشير إلى ذلك من خلال قوله تعالى في كتابه الكريم: “لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ”[5]، والله أعلم.[6]

من هو النبي موسى

نبي الله موسى بن عمران عليه السلام، أرسله الله تعالى ليدعو بني اسرائيل إلى توحيد الله تعالى، وقد كان بنو اسرائيل في مصر في ذلك الحين، وقد أرسل الله تعالى معه أخاه من النسب هارون عليه السلام ليُعينه في أمور الدعوة، ولد النبي موسى في مصر في زمن كان فيه فرعون يقتل كل صبي يولد، فأراد الله تعالى بمشيئته أن يتربى النبي موسى في قصر فرعون، وذلك بعد أن أوحى لأمه أن ترميه في اليم لتلتقطه زوجة فرعون وتقوم برعايته وتربيته، فلما أوحى له الله تعالى أن يقوم بدعوة فرعون وقومه، أعطاه الله تعالى عددًا من المُعجزات التي تُثبت نبوته، وذهب بها إلى فرعون إلَّا أنَّ فرعون اتّهمه بالسحر وحاربه بشكل كبير، فكان النبي موسى من الأنبياء أولو العزم الذي لقي الكثير من المعاناة والتكذيب والرفض من قومه أثناء قيامه بالدعوة، والله أعلم.[7]

معجزات كليم الله

جعل الله تعالى للنبي موسى عددًا من المعجزات التي تُثبت أنَّه نبي من عند الله تعالى وأنَّه ليس بكاذب أو مخادع أو ساحر، ومن هذه المعجزات نذكر:[8]

• جعل الله تعالى العصا أحد معجزات النبي موسى، فقد تحولت العصا بقدرة الله إلى حية تسعى، والتي جعلت السحرة يُؤمنوا برب موسى عليه السلام.
• جعل له اليد اليد البيضاء، أي أنَّه كان يدخل يده إلى جيبه فتخرج بيضاء ليس فيها أي سوء.
• جعل الله تعالى للنبي موسى أن ضرب الحجر بالعصا فانشق منه الماء.
• إرسال العذاب إلى قومه مثل إرسال الجراد عليهم والقمل والضفادع والدم.
• كلَّم الله تعالى النبي موسى، وجعله كليم الله، حيث لم يكن لأحد من البشر مثل هذه المُعجزة.

النبي موسى في القرآن الكريم

إنَّ النبي موسى -عليه السلام- هو أكثر نبي من الأنبياء ورد ذكره في القرآن الكريم، وقد ورد ذكر اسمه مئة ووست وثلاثين مرَّة، وقد وضَّحت آيات القرآن الكريم جميع مراحل حياته منذ الطفولة ومرحلة الإرضاع إلى الشباب والمراهقة، وبيَّنت لنا العديد من القصص التي مرَّ بها النبي موسى عليه السلام، ولعلَّ الحكمة التي تكمن وراء كثرة ذكر النبي موسى كثيرًا ي القرآن الكريم هي كثرة التشابه بين شريعة النبي موسى وشريعة النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وكذلك فإنَّ في قصة النبي موسى الكثير من العبر التي يُمكن أن يستفيد منها أهل الإيمان فإنَّ قصته  تدور حول تنازع طرفي نقيض بين الحق والباطل، وتُبيّن مصير الطغيان والكفر والتكبّر والإصرار على ذلك، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي تدفق الماء من بين أصابعه

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي عرَّف بأحد الأنبياء عليهم السلام، وذكر من هو كليم الله من الأنبياء ، وبيَّن أنَّه النبي موسى عليه السلام، كما ذكر سبب تكليم اله تعالى للنبي موسى، وأبرز مُعجزات النبي موسى عليه السلام، بالإضافة إلى بيان عدد المرات التي ذُكر بها النبي موسى في القرآن الكريم والحكمة من ذلك.