هل يجوز قص الحواجب

هل يجوز قص الحواجب
هل يجوز قص الحواجب

هل يجوز قص الحواجب سؤال من الأسئلة المطروحة، والتي يبحث عن جوابها الكثير من نساء المسلمين، فقد خلق الله تعالى الإنسان بأحسن حال وأجمل هيئة، وأمره بالحفاظ على هذه النعمة التي أنعم عليه بها وشكره الدائم عليها، وفي هذا المقال سنبيّن حكم قص الحواجب في الإسلام وهل هو من الأمور التي تدخل في مدخل تغيير خلقة الخالق، كما سنبيّن حكم تشقير الحواجب، وإزالة الزائد من شعر الوجه عند المرأة.

هل يجوز قص الحواجب

اختلف أهل العلم في حكم قص الحاجبين، فمنهم من ذهب إلى أنَّ قص الحواجب يدخل في مدخل النمص أي نتف الشعر وهو غير مُباح ومُحرّم ولا يجوز للمرأة قص شعر حاجبيها إلّا إذا نتج عن طوله تشوّه وغرابة في العرف بين الناس، كم ذهب بعض أهل العلم الآخر إلى الإشارة إلى أنَّ قص شعر الحواجب هو ليس مُحرّم ويجوز للمرأة قص وحف شعر حاجبيها، لأنَّ المُحرّم هو النمص والذي يُقصد به النتف، إلّا إنَّ أهل هذا الرأي أشاروا إلى أن في ترك شعر الحاجبين وعدم قصّه هو أحوط وأسلم، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم الصبغة السوداء للنساء والرجال واهم الاحكام المتعلقة بحلق الشعر وصبغه

حكم قص الحواجب في المذاهب الأربعة

إنَّ قص شعر الحواجب أو نتفه أو نمصه هو من الأمور التي شكّلت موضعًا للخلاف بين أئمة المذاهب الأربعة، فكان لكلَّ منهم رأي وهو كالآتي:[2]

  • المذهب الحنبلي: أشار أئمة المذهب الحنبلي إلى جواز قص الشعر مع التركيز على حُرمة نتفه ونمصه، وذكروا أنّ النص الشرعي الوارد في التحريم إنّما هو يخصّ نتف شعر الحاجبين، وقد قال ابن قدامة وهو أحد الحنابلة: “فأما النامصة فهي التي تنتف الشعر من الوجه، والمتنمصة المنتوف شعرها بأمرها فلا يجوز للخبر، وإن حلق الشعر فلا بأس لأن الخبر إنما ورد في النتف نص على هذا أحمد“.
  • المذهب الشافعي: ذهب أئمة المذهب الشافعي إلى تحريم إزالة شعر الحاجبين وحفّه بهدف تحسين الخلقة فقط، كما أشاروا إلى جواز ذلك في حال كان الهدف إصلاح تشوّه عند المرأة مثل ظهور اللحية أو الشاربين لها، وأكّدوا أنّ ذلك يجب أن يكون بعد موافقة الزوج، وقد قال النووي: “وأما النامصة بالصاد المهملة فهي التي تزيل الشعر من الوجه، والمتنمصة التي تطلب فعل ذلك بها، وهذا الفعل حرام الا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها بل يستحب عندنا.. وأما قوله للحسن فمعناه يفعلن ذلك طلبا للحسن، وفيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن أما لو احتاجت إليه لعلاج أو عيب ونحوه فلابأس“.
  • المذهب الحنفي: أجاز المذهب الحنفي للنساء قصّ الشعر ونتفه بهدف التحسّن والتجمّل للزوج فإنّ ذلك جائز، وتجمّل المرأة لزوجها مطلوب، أمّا إذا كان تجملها للأجانب فهو محرّم، وقد قال الإمام الحنفي في ذلك: “وَلَعَلَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إذَا فَعَلَتْهُ لِتَتَزَيَّنَ لِلْأَجَانِبِ، وَإِلَّا فَلَوْ كَانَ فِي وَجْهِهَا شَعْرٌ يَنْفِرُ زَوْجُهَا عَنْهَا بِسَبَبِهِ، فَفِي تَحْرِيمِ إزَالَتِهِ بُعْدٌ، لِأَنَّ الزِّينَةَ لِلنِّسَاءِ مَطْلُوبَةٌ لِلتَّحْسِينِ، إلَّا أَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَا لَا ضَرُورَةَ إلَيْهِ لِمَا فِي نَتْفِهِ بِالْمِنْمَاصِ مِنْ الْإِيذَاءِ“.
  • المذهب المالكي: ذهب أئمة المذهب المالكي إلى تفسير النمص على أنّه نتف الحاجبين حتى يُصبح دقيقًا رفيعًا، وإنَّ إزالة شعر الحاجب أو قصّه هو جائز ما لم تكن المرأة في موضع يُحرّم عليها الزينة مثل أن تكون مُعتدّة بعد وفاة زوجها، وقد ورد في كتاب حاشية العدوي في تفسير حكم المالكي في نمص الشعر: “المُتَنَمِّصَةٍ وَهِيَ التي تَنْتِفُ الشعر (شعر الْحَاجِبِ) حتى يَصِيرَ دَقِيقًا حَسَنًا وَالنَّهْيُ مَحْمُولٌ على الْمَرْأَةِ الْمَنْهِيَّةِ عن اسْتِعْمَالِ ما هو زِينَةٌ لها كالمتوفي عنها وَالْمَفْقُودِ زَوْجُهَا فَلَا يُنَافِي ما وَرَدَ عن عَائِشَةَ من جَوَازِ إزَالَةِ الشَّعْرِ من الْحَاجِبِ وَالْوَجْهِ“.

حكم تشقير الحواجب

إنّ تشقير الحواجب هو صبغ الحاجبين وما تحتهما بلون يشابه لون الجلد فيُصبح شكل الحاجبين ومظهرهما يُشابه شكل ما نُمص من الحاجبين، وقد تراوحت أقوال أهل العلم بين جواز هذا الفعل لكونه لا يدخل في مدخل النمص والنتف، وعدم جواز التشقير لما فيه من مُشابهة لفعل النمص وقد أفتت اللجنة الدائمة بعد دراسة فعل النمص بقولها: “بأن تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما بالطريقة المذكورة: لا يجوز لما في ذلك من تغيير خلق الله سبحانه ولمشابهته للنمص المحرّم شرعاً، حيث إنه في معناه ويزداد الأمر حُرمة إذا كان ذلك الفعل تقليداً وتشبهاً بالكفار أو كان في استعماله ضرر على الجسم أو الشعر”، والله أعلم.[3]

حكم ازالة الشعر الزائد في الوجه عند المرأة

يجوز للمرأة إزالة ما هو زائد في شعر الوجه وحفّ ما بين الحاجبين، لأنَّ ذلك لا يدخل مدخل النمص المُحرّم في الإسلام، وخصوصًا إذا كان وجود الشعر في الوجه يُسبب عيبًا أو تشوهًا عند المرأة كأن يظهر لها شاربين أو ذقن، كما إنّه لم يرد أي نص شرعي في الإسلام ينهى عن إزالة ما هو زائد في شعر الوجه، وهو من الأمور المسكوت عنها، لذا فإنَّ ذلك مُباح، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: حكم ازالة شعر الوجه في نهار رمضان

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي أجاب عن التساؤل الذي يدور حول هل يجوز قص الحواجب، كما بيّن ذلك وفق المذاهب الأربعة، بالإضافة لذكر حكم تشقير الحواجب، وإزالة الشعر الزائد من وجه المرأة.