جدول المحتويات
الصيامُ هو أحد الدعائم التي بُنيَ عليها الإسلام، وبالأخص هو الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد جاء بعد الشهادتين وإقامة الصلاة، وكأنها إشارةٌ من الله –عز وجل- لعباده أن الصيام لا يُقبل إلا إذا قُرن بالشهادتين وإقامة الصلاة، ولمَا كان الصيام يحتلّ تلك المكانة؛ آثر موقعنا المُميز محتويات أن يجعل قارءه على بينة واضحة من الأمور التي قد تطرأ عليه في هذا الشهر الميمون المُبارك، فستناول في هذا المقال مفهوم النية في الصيام وتعريف الصيام، وعلى من يجب؟، وأحكامه، وحكمة مشروعيتها، وغيرها من الأمور التي يحتاج إليها الصائم، فهيا معًا نتعرف على كيفية كوْن الصيام جُنّة.
تعريف الصيام
يُعرف الصيام لغةً: الإمساك، وشرعًا: الإمساك عن شهْوَتَي الفرْج والبطن من طلوع الفجر إلى غُروب الشمس، فالصيام ليس امتناعًا عن الطعام والشراب فقط، وإنما اقتران ذلك بإصلاح القلب والأعمال التي يُحاكيها الإنسان في يومه؛ فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه؛ فليقل إني صائم؛ لأنه لو قابله الإساءة بالإساءة؛ قد يبطُل صيامه، والقرآن الكريم قد حثنا على مُقابلة السيئة بالحسنة، فقال-تعالى-” ولا تستوي الحسنة السيئة ادفع بالتي هي أحسن..”، فهذه دعوة إلهية من رب العزة-سبحانه- لأن يكون المُسلم ذا طبعٍ قويمٍ وأخلاقٍ رفيعةٍ، لأن الصيام كما يُعلمنا الصبر، يُعلمنا أيضًا كيف يكظم الإنسان غيظه؛ حينما يتعرض لسوء.
شاهد أيضاً: امساكية رمضان لعام2020
على من يجب الصيام؟
يجب الصيام على كل مُسلمٍ بالغٍ عاقلٍ له القدرة على الصوم، فيخرج من هذا القيد: الكافر؛ لأنه لم ينطق بالشهادتين، فلا صوم له، والصبي؛ لأنه غير مُكلف، ومنه حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-:” رفع القلم عن ثلاثة: النائم حتى يستيقظن والصبي حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق”، ولكن على أولياء أمور هذا الصبي أن يدربوه على الصوم؛ لأنه لو لم يعتد الصوم وهو صغير؛ سيجد صعوبةَ بالغة في الصوم عند كبَره، أما من اعتاد في الصغر؛ ساعده ذلك في الكِبَر، ولله درُّ من قال:” من شبَّ على شيئ شاب عليه”.
وكذلك يخرج من القيد المجنون، فالمجنون غير مُكلّف بالصوم؛ لأنه فقد عقله، فلا يدري ما يفعله، ولا يعي ما يقول، فهؤلاء لايجب عليهم الصوم، وإن أفطروا، فليس عليهم كفارة، أما المرأة الحائض؛ فإنها في حال الحيض يجب عليها الإفطار، ولكن عليها قضاء تلك الأيام التي أفطرتها بعد انتهاء وقت الحيض، وكان هذا حال الحائص مع الصوم، مع أن الشرع قد أباح لها عدم الصلاة وعدم القضاء في الصلاة وقت حيضها؛ لأن كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لله رب العالمين وهو الذي يُجازي الناس عليه، وانظر إلى فضل الله –عز وجل- كيف يكون!
شاهد أيضا: دعاء أول يوم رمضان
النية في الصيام
النية أساس تقبل الأعمل، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:” إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى…”، فالنية محلها القلب، ولا تثقبل الأعمال إلا بإخلاص تلك الأعمال لله –عز وجل-، واستحضار النية لذلك، وقد يُراود المُقبلين على شهر رمضان، هل استحضار نية الصيام تلزم في أول ليلة في رمضان، ولا تلزم في غيرها، أم أنها تلزم في كل ليلة من ليالي رمضان، وهذا محل خلاف بين العلماء، والأمر فيه سعة، فقد قال بعض العُلماء بالرأي الأول، والبعض الآخر التزم بالثاني، وعلى الصائم أن يلتزم بما يقول به مذهبه، أو يأخذ بالأيسر عليه، والله أعلى وأعلم.
وقد استعرضنا في هذا المقام الحديث عن تعريف الصيام عند عُلماء اللغة، وعند عُلماء الشرع، واستظهرنا الأحكام المُتعلقة بصيام الصبي، والمجنون، والحائض، وغيرهم، كما تناولنا الحديث عن من يجب عليهم الصيام، ومن لا يجب عليهم، كما أجبنا عن السؤال الذي قد يُراود بعض السائلين في اشتراط النية لكل لية من ليالي رمضان أم الاكتفاء باستحضارها في أول ليلة فقط، ومن خلال ذلك نستطيع أن نُعايش ما ينطقه ألسنتا من كون الصيام جُنة