بحث عن ليلة الاسراء والمعراج
جدول المحتويات
بحث عن ليلة الاسراء والمعراج هو ما سيتم تقديمه بشكل كامل من خلال سطور هذا المقال عبر موقع محتويات، فلا شكَّ في أنَّ حادثة الإسراء والمعراج هي من الحوادث العظيمة التي حصلت مع الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي إحدى المعجزات التي تفرَّد بها دون غيره من العباد، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على هذه الحادثة، وتقديم بحث متكامل العناصر عن ليلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى ذكر حكم صيام هذه الليلة وحكم الاحتفال بها.
الإسراء والمعراج
هي حادثة حصلت مع الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبل الهجرة النبوية إلى المدينة، في وقت تراوح بين العام الحادي عشر والثاني عشر من البعثة، حيث حصلت هذه الحادثة في عام الحزن الذي توفي فيه كل من عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، اللذان كانا من أكبر المساندين له والداعمين له في مسيرته، فجاءت هذه الحادثة مواساة لرسول الله وتخفيفًا عن همّه وضيقه، وكانت من أعظم المعجزات النبوية الكريمة.
بحث عن ليلة الاسراء والمعراج
أسرى الله تعالى ليلًا بعبده ورسوله محمد من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في أرض المقدس، ثم عرج به منها إلى السموات السبع ليرى أحوال السماء، ومن ثم ليعود بعد ذلك إلى بيت المقدس ومن ثم إلى مكة المكرمة، وكل ذلك حصل في ليلة واحدة ضمن وقت فيه إعجاز رباني عظيم، وفيما يلي سنذكر بحثًا كاملًا عن هذه المعجزة العظيمة.
مقدمة بحث عن ليلة الإسراء والمعراج
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خير خلق الله سيد المرسلين وخاتمهم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أمَّا بعد..
فقد أرسل الله تعالى في كل أمَّة رسولًا يُنذرهم ويوضّح لهم النهج السليم والدين الصحيح والفطرة السليمة، وكان من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل فيهم خاتم الأنبياء محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، الذي أرسله بالكثير من المعجزات العظيمة التي تُثبت نبوته، وتُؤكد على صدق رسالته، ولعلَّ حادثة الإسراء والمعراج هي من أهم هذه المعجزات وأكثرها إعجازًا، ونظرًا لأهمية هذه المُعجزة العظيمة فإنَّا نقدم فيما يلي بحثًا كاملًا عن تفاصيل وأحداث هذه الرحلة النبوية العظيمة.
ما قبل الحادثة
ضاق الحال برسول الله بعد وفاة زوجته خديجة وعمه أبي طالب، فقد كانا يدعمانه في مسيرته، ويحميانه من أذى المشركين والمكذبين في قريش، بالإضافة لكونها من أحب الأشخاص على قلبه صلَّى الله عليه وسلَّم، فلما حصلت حادثة الطائف، وتكيب أهلها له وسخريتهم منه، وإرسال الأطفال ليرموه بالحجارة، اشتدَّ حزن رسول الله بشكل أكبر، فأرسل الله تعالى جبريلًا برفقة ملك الجبال لسألة إن شاء أن يطبق الجبال على أهل الطائف، فجاء رفض الرسول آملًا بأنَّ يكون من ذريتهم وأولادهم أحدًا مُسلمًا، فجاءت بعد ذلك حادثة الإسراء والمعراج مواسًا له على حزنه وضيقه الشديد.
حادثة الإسراء
أرسل الله تعالى جبريل إلى الرسول ليلًا وكان برفقته البراق وهو الدابة التي حملت رسول الله، فصعد عليها وأسرى به الله من مكة المكرمة إلى أرض المقدس ومن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهما من أشرف وأطهر بقاع الأرض، ليصل الرسول إلى بيت المقدس فيربط البراق بحلقة على باب المسجد الأقصى، فيدخله ويُصلي فيه إمامًا مع الأنبيياء عليهم السلام، وقد ورد في ذلك قوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ“. [1]
اختيار النبي للفطرة السليمة
لما خرج النبي من المسجد الأقصى جاء إليه جبريل وقدم له شرابين أحدهما كان خمرًا والآخر كان لبنًا، فأختار الرسول اللبن وشرب منه، فقال له جبريل عليه السلام: “اخترت الفطرة”، أي أنَّ الفطرة السليمة تقوم على اختيار خير الأمور وأحسنها وإنَّ الفطرة السليمة ترفض شرب الخمر أو الشراب الذي يؤدي بالإنسان إلى الضرر والسوء، وقد كان رسول الله ذو فطرة سليمة حسنة، اختار ما خلقه الله تعالى عليه، دون أن يُغيره شرب الخمر.
حادثة المعراج
بعد انتهاء حادثة الإسراء عرج الله تعالى بنبيه محمد إلى السماء العليا، فلما وصل جبريل ومعه رسول الله إلى السماء الدنيا استأذن جبريل أن تُفتح له وسأل على من معه وأشار إلى أنَّه محمد رسول الله، واستمر رسول الله بالصعود مع جبريل من سماء إلى أخرى حتى وصلا إلى السماء السابعة، وكان في كل سماء يلتقي بعدد من الأنبياء فقد رأى في هذه الرحلة آدم وموسى وعيسى ويحيى وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، وقد كانوا يرحبون به بشكل فرح به كثيرًا، حتى وصل إلى سدرة المنتهى وفرض الله تعالى فيها الصلاة على المُسلمين، وقد ورد في حادثة المعراج قوله تعالى: “أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى“.[2]
فرض الصلاة في المعراج
فرض الله تعالى الصلاة على المُسلمين في السماوات العليا عند سدرة المنتهى، وقد فرض الله تعالى على المُسلمين حينها خمسون صلاة في كل يوم، فلما رأى النبي موسى رسول الله أشار عليه أن يعود لستأذن من الله تعالى أن يُخفف عن المُسلمين، فعاد النبي ليسأل الله التخفيف وما زال يعود حتى أصبحت الصلوات المفروضة هي خمس صلوات في كل يوم.
صلاة الرسول مع الأنبياء
لما انتهت حادثة المعراج عاد الرسول إلى بيت المقدس وصلَّى فيه صلاة الفجر مع الأنبياء، وذلك قبل أن يعود إلى مكة المكرمة، وإنَّ صلاة النبي مع جميع الأنبياء صلاة واحدة لا اختلاف فيها أو في أساسها هو دليل على أنَّ الله تعالى أرسل الأنبياء والرسل جميعهم على مر العصور برسالة واحدة ذات أساس واحد يقوم على التوحيد والعبادة، وإنَّه لا اختلاف بين الأديان قبل التحريف أو التلاعب بأحكامها.[3]
ماذا رأى الرسول في المعراج
لمَّا صعد الرسول في المعراج إلى السموات السبع رأى الأنبياء وسلَّم عليهم، كما رأى أهل الجنة وحالهم والنعيم الذي أنعم الله تعالى عليهم به، ورأى أناسًا يتعذبون بقطع من النار تدخل من أفواههم وتخرج من أدبارهم فسأل عنهم وعرف أنهم آكلوا مال اليتيم ظلمًا وبهتانًا، كما رأى عذاب اهل فرعون، وعذاب من كان يتعامل بالربا، ورأى عذاب أهل النار والجحيم، وسمع صرير الأقلام التي كانت تستخدمها الملائكة لتقوم بالنسخ من اللوح المحفوظ.
العودة من الإسراء والمعراج
بعد هذه الحادثة العظيمة عاد الرسول إلى مكة بدون أي هم أو حزن أو غم كيف لا وقد مرَّ برحلة عظيمة رأى فيها أحوال السماوات وصلَّى فيها في بيت المقدس مهد الأنبياء، إلَّا أنَّ إخباره بهذه الحادثة لأهل قريش لم يكن سهلًا فقد لقي الكثير من التكذيب والاستهزاء من كفار قريش، بالإضافة إلى ارتداد بعض مستحدثي الإسلام وضعيفي الإيمان، إلا أنَّ هذه الحادثة لم تزد المُؤمنين إلّا إبمانًا ويقينًا وتصديقًا لنبيّهم، وكان على رأسهم أبي بكر الصديق الذي صدَّق النبي دون أي تردد أو شك في صدق الحادثة.[4]
خاتمة بحث عن ليلة الإسراء والمعراج
ختامًا فإنَّ معجزة الإسراء والمعراج هي حادثة عظيمة مرَّت بأحداث وتفاصيل مُعجزة، لا بدَّ على كل إنسان أن يتعلَّم منها ومن أحداثها الكثير من الدروس والعبر، ويستمدَّ منها الثبات على المبدأ واليقين بالإيمان، وبعد أن توضيح تفاصيل حادثتي الإسراء والمعراج كلٌّ على حدى، وبيان حال الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذه الرحلة وقبلها وبعد العودة منها نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا البحث الذي عمل على كشف أبرز المعلومات والتفاصيل عن معجزة الإسراء والمعراج، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
اقرأ أيضًا: اذاعة مدرسية عن الاسراء والمعراج متكاملة
دروس وعبر من الإسراء والمعراج
إنَّ حادثة الإسراء والمعراج هي حادثة غنية بالعبر والدروس التي يُمكن الاستفادة منها، ومنها نذكر:[5]
- إنَّ فرج الله تعالى يأتي بعد كل ضيق يمر على العبد المُؤمن الصادق المُحتسب الصابر.
- إنَّ قدرة الله تعالى عظيمة واسعة لكل شيء، وهو قدير على فعل أي شيء دون أن يُعجزه.
- صلاة الرسول بالأنبياء تُشير إلى وحدة أساس الأديان السماوية.
- ثبات المؤمنين الصادقين على موقفهم، ويقينهم بصدق رسول الله يُؤكد على شدّة محبتهم له وثباتهم على الإيمان.
الحكمة من فرض الصلاة في ليلة الإسراء والمعراج
إنَّ الصلاة هي من أهم العبادات في الإسلام وهي عماد الدين، وقد ذهب الكثير من أهل العلم إلى تكفير تارك الصلاة، ولعلَّ فرض الصلاة في حادثة الإسراء والمعراج دليل على أهمية هذه العبادة العظيمة، فقد فرض الله تعالى الصلاة على المُسلمين في السماء السابعة لا في الأرض، وذلك بشكل مُباشر على النبي وبدون أي وساطة ولذا فقد حرص الرسول على التأكيد على إقامة هذه العبادة والحرص عليها في كل الأوقات والأحوال، والله أعلم.
حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج
اختلف أهل العلم في تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج، وذهب الكثيرون إلى القوم بعدم وجود موعد مُحدد لها، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ الكثير من الدول الإسلامية تعتمد اليوم السابع والعشرين من شهر رجب على أنَّه موعد الإسراء والمعراج، وقد أكَّد أهل العلم على عدم مشروعية صيام هذا اليوم على وجه الدقة وعدم وجود أي دليل يُشير إلى فضله وأجره، والله أعلم.[6]
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن ليلة الاسراء والمعراج بالعربي والانجليزي
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
إنَّ أعياد المُسلمين التي يجب الاحتفال بها هما عيدا الفطر والأضحى، ولا يجوز على المُسلمين استحداث أي أعياد أو مناسبات شرعية غيرهما وإظهار مظاهر الاحتفال فيها، فإنَّ ذلك من البدع التي قد تصل بالعبد إلى الضلالة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لو جاز الاحتفال بهذا اليوم لأحتفل به الرسول أو صحابته الكرام والسلف الصالح من بعده، وأن ذلك لا يُقلل من أهمية هذه المُعجزة العظيمة، ولا يُنقص من عظمة هذا اليوم، إلا أنَّه لا يجوز الاحتفال فيه شرعًا، والله أعلم.[7]
بعد بيان حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وحكم صيامها نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي قدَّم بحث عن ليلة الاسراء والمعراج متكامل العناصر، وبيَّن أبرز وأهم التفاصيل والأحداث التي حصلت في هذه الحادثة، وقبلها، وبعد رجوع النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- منها.