جدول المحتويات
هل اسلمت ملكة سبأ ؟ أخبر الله عز وجل في القران الكريم، عن قصص الأنبياء عليهم السلام، وكيف كانوا يعانون في سبيل نشر الدعوة الى البشر أجمعين، فيجب على المسلم أن يتخذ تلك القصص للعبرة والعظة، وفي هذا المقال سنتحدث عن قصة الملك سليمان عليه السلام مع الملكة بلقيس وهي ملكة سبأ، وسنستخرج من هذه القصة العظيمة الفوائد والعبر.
هل اسلمت ملكة سبأ
اسلمت ملكة سبأ وهي بلقيس على يد سليمان عليه السلام، وقصة اسلامها مليئة بالعبر والدروس، جاء الهدهد لسليمان عليه السلام ذات يوم، وأخبره بأنه رأى أمرا عجيب، فقد وجد قومًا يسجدون للشمس من دون الله عز وجل، فأرسل سليمان عليه السلام رسالة مع الهدهد، الى هؤلاء القوم وهم قوم سبأ، وقد كُتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم، وبين أنها منه عليه السلام وقال: ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين، وعندما أوصل الهدهد الرسالة وقرأتها ملكة سبأ، خشيت على مملكتها من النهب والسلب والتدمير، وقالت إن الملوك إذا دخلوا قرية جعلوا أعزة أهلها أذله، فجمعت كبار قومها وشاورتهم بإتخاذ القرار، فأجابوها أن الأمر يرجع إليها، وأنهم أصحاب قوة وسلطة، فإتخذت بلقيس قرارها، وأرسلت بهدية كبيرة القيمة، فإذا قبلها سليمان فهو ملك، وإن قام بردها فهو رسول مرسل من الله عز وجل، وصلت هدية بلقيس للملك سليمان، فقال: لا حاجة لي به، فلقد أعطاني الله تعالى رسالةً وملكًا، وسخر لي الكون، وحمل الوفد تهديدًا الى بلقيس لإنها لم تعلن إسلامها وتخضع لله عز وجل، ولم تصدق نبوته عليها السلام، بأنه سوف يرسل جيشًا ضخمًا، ليخرجها، وكبار قومها، وهم مذلولين، فعلمت بلقيس أنه نبي مرسل قد بعثه الله لهداية العالمين، ورغبت بالتحدث معه، فعلم سليمان بذلك وأخبر جنوده أن يحضروا عرشها، ويغيروا لها معالمه، فأجابه عفريت من الجن أنه يستطيع إحضار عرشها قبل قيام سليمان عليه السلام من مقامه، فكانت بالنسبة للملك سليمان مدة طويله، فأخبره أحد علماء بني اسرائيل أنه يستطيع إحضاره قبل أن يطرف سليمان عليه السلام بعينه، وفعلاً حصل ذلك، وغير جنود سليمان شكل العرش، فجعلوا تحت العرش ماء وفوقه زجاج، فلما وصلت بلقيس شبهت هذا العرش بعرشها ولكن لم تعرفه، وكشفت عن ساقها لتعبر الماء، ظنًا منها أنه ماء، فنوديت أنه قصر من زجاج لا ماء به، فتعجبت من ذلك، وأسلمت لله الواحد القهار.[1]
فوائد من قصة ملكة سبأ
إن ملكة سبأ من أشهر الملكات على مر التاريخ، وفي قصة اسلامها العبر، والفوائد العظيمة وهي:[2]
- أن بلقيس كانت إمرأة ذات نظر ثاقب فلم تجر قومها للهلاك، واستطاعت قيادة قومها لما فيه مصلحة لهم.
- أن بحكمة وذكاء ملكة بلقيس، استطاعت أن تكون سببًا في هداية شعب كامل.
- مشاورة بلقيس لكبار قومها، فلم تتعنت لرأيها وتقول أنا ملكة هذا الشعب والأمر يعود إلي.
- أن مشاورة الناس في الأمور العصيبة هو من الحكمة، وليس من قبيل العجز والضعف فهو قوة لصاحبه.
- كشف عن طبيعة المرأة الحقيقية التي تميل إلى السلام، وتُبغِض العنفَ والدماء، وتنفِرُ من الحرب والدمار، وتهتم لما فيه مصلحها لشعبها، ويبدو ذلك في قولها:(إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ).[3]
- ضرورة أن يكثِّفَ المسلمون جهودَهم، وأن يبذُلوا طاقاتِهم وأموالَهم من أجل الترويج للإسلام، كما فعل سيدنا سليمان عليه السلام مع ملكة سبأ.
وبهذا نكون قد أجبنا عن سؤال هل اسلمت ملكة سبأ ؟ فقد أسلمت على يد سليمان عليه السلام، عندما رأت معجزات الله التي أجراها على يده عليه السلام، وبينا الفوائد والعبر المستخرجة من هذه القصة العظيمة التي ذكرها الله في سورة النمل.
