هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الميت

هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الميت

هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الميت ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هذا السؤال هو عنوان هذا المقال، من المعلوم أنَّ زكاةَ الفطرِ هي الصدقة التي يخرجها المسلم عند إفطاره من الصيام في شهر رمضان الفضيل، وقد سُميت بهذا الاسم لارتباطها بالإفطار، وفي هذا المقال عبر موقع محتويات ستتمُّ الإجابة على السؤال المطروح، كما سيُخَصَّص لذكر بعض التفاصيل الخاصة بزكاة الفطر.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الميت

إنَّ زكاة الفطر تجب على الحيِّ الذي أدرك وقت وجوبها، فمن مات قبل أن يدرك وقت الوجوب فلا زكاة عليه، ومن أدرك وقت الوجوب ثم مات قبل أن يخرجها أُخرجت عنه من ماله؛ لأنَّها استقرت في ذمته، وصارت دَيْنًا عليه.[1]

شاهد أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الجنين

حكم إخراج زكاة الفطر

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، وقد فرضت عليهم في السنة الثانية من الهجرة في شعبان من العام نفسه الذي فرض فيه الصيام، وما يدل على وجوبها من السنة النبوية الشريفة ما روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: “كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ”.[2][3]

شاهد أيضًا: حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

وقت وجوب زكاة الفطر

اختلف أهل العلم في وقت وجوب زكاة الفطر على قولين، وفيما يأتي ذكر كلِّ قولٍ مع الدليل:[4]

  • القول الأول: إنَّ زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يومٍ من شهر رمضان الفضيل، وإلى ذلك ذهب الشافعية والحنابلة، وهو احد القولين في المذهب المالكي، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ”، ووجه الدلالة من الحديث الشريف هو إضافة الصدقة إلى الفطر والإضافة تقتضي اختصاص الصدقة بالفطر، وإنَّ أوَّل فطرٍ يقع عن كلِّ شهر رمضان يكون بغروب آخر شمسٍ مه.
  • القول الثاني: إنَّ زكاة الفطر يبدأ وقت وجوبها من طلوع فجر يوم الفطر، وهذا مذهب الحنفية والقول الثاني للمالكية، وهو قول الشافعية في مذهبهم القديم، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فرَضَ رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفطرِ؛ طُهرةً للصَّائِمِ منَ اللَّغوِ والرَّفث، وطُعمةً للمَساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاة فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدقات”، ووجه الدلالة من ذلك أنَّ الصدقة أضيفت للفطر والاختصاص بالفطر يكون بالنهار لا بالليل؛ إذ أنَّ الفطر يضاد الصوم؛ فيكون المقصود هنا فطر النهار لا فطر الليل، وحيث أنَّ الصوم يوم العيد حرام، وحي أنَّ الفطر في ليلته كان موجودًا في كلِّ ليالي رمضان، فدلَّ أنّض وقت الوجوب هو فجر العيد.

كيفية إخراج زكاة الفطر

إنَّ الأصل أن يُخرج المزكي زكاة فطره من الأصناف التي جاءت في الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حيث قال: “كنَّا نُخرِجُ في صدقةِ الفطرِ إذ كان فينا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- صاعًا مِن طعامٍ أو صاعًا مِن تمرٍ أو صاعًا مِن شعيرٍ أو صاعًا مِن أَقِطٍ ولم نزَلْ كذلك حتَّى قدِم علينا معاويةُ مِن الشَّامِّ إلى المدينةِ قَدْمةً فكان فيما كلَّم به النَّاسَ: ما أرى مُدَّيْنِ مِن سمراءِ الشَّامِ إلَّا تعدِلُ صاعًا مِن هذه فأخَذ النَّاسُ بذلك”.[5]

شاهد أيضًا: متى تخرج زكاة الفطر عند المالكية

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا

اختلف الأئمة الأربعة في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، وسيتمُّ في هذا المقال بيان أقوالهم في ذلك:

  • القول الأول: جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، وهذا مذهب أو حنيفة وأصحابه، ووجهة نظرهم في ذلك أنّ كثرة الطعام عند المحتاج قد تفيض عن حاجته، ممّا يضطره إلى بَيعه؛ ليشتريَ ما يحتاجه، أمّا إن اُعطِي القيمة مباشرة، فإنّه يستطيع أن يشتريَ بها ما يحتاج إليه.
  • القول الثاني: عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، بل يجب إخراجها عينًا، وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، ودليلهم في ذلك الحديث الوارد في الفقرة السابقة.

شاهد أيضًا: هل يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة

الحكمة من إخراج زكاة الفطر في الوقت المشروع

أمرَ الشارع بزكاة الفطر، وجعل الحكمة منها طُهرةً وكفّارةً للمُزكّي على ما حصل من النقص في صومه، أو ما شابَه من الكراهة، أو الإثم فيه، أمّا الحكمة منها بالنسبة للآخذ إغناؤه وأهله عن الناس في أيّام العيد؛ فقد أقَّتَ الشارع زكاة الفطر بوقتٍ وأوجبها فيه، وهذا الوقت فيه سعة على الدافع بحيث يتمكّن من أدائها، وعلى الآخذ بحيث يتمكّن من الاستفادة من المال.[6]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز إخراج زكاة الفطر عن الميت ؟ والذي تمَّ فيه أيضًا بيان حكم إخراج زكاة الفطر، ووقت وجوبها وكيفية إخراجها، وحكم إخراجها نقدًا، وفي الختام تمَّ بيان الحكمة من وقتها.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , إخراج زكاة الفطر عن الأموات , 20/03/2024
  2. ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو سعيد الخدري، ص985، حديث صحيح
  3. ^ الفقه الإسلامي وأدلته، وهبة الزحيلي، ص2035-2036 , https://al-maktaba.org/book/33954/2023#p1 , 20/03/2024
  4. ^ dorar.net , المبحث الأوَّل: وقتُ وُجوبِ زكاة الفطر , 20/03/2024
  5. ^ تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال، أحمد الحسيني، ص125-127 , http://www.feqhup.com/uploads/13644135141.pdf , 20/03/2024
  6. ^ islamweb.net , زكاة الفطر.. فوائدها.. والحكمة منها , 20/03/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *